IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار “الجديد” المسائية ليوم الأربعاء 16/10/2019

ما إن خرجت السلطة من هشيم النار حتى تحولت بكل طاقمها النيابي والوزاري إلى هيئة معارضة.. ولكأن أحداآخر يحكم، هو يوم ضربت فيه الدولة نفسها فدانت واستنكرت وسألت وطالبت بلجان تحقيق، وظهرت على صورة الضحية وكادت تقبض على البشر والشجر من مفتعلي الشغب الناري، ومنذ الصباح تدافع نواب ووزراء الى ساحة النجمة فأحتلوا المنبر.. تسابقوا إلى الاستنكار ورفع المسؤوليات وحتى لا يوضعوا تحت المساءلة، سارعوا إلى التقصي عن طائرات سيكورسكي وأسباب التعثر في استعمالها ولكن الطائرات هذه ظلت منسية في مخازننا عشر سنوات من دون أن يبادر وزير معني أو مسؤول سياسي إلى كشف أسباب التعثر، ولماذ علينا شراء طائرات لا نتقن استخدامها وكيف نعلم بأمر تعثرها ولا نجري عملية استبدال فورية أو نبيعها بالخردة والملامة اليوم حيث لا ينفع الندم.

إذ إن كل المواقف والتصريحات لا تعبر بالضرورة إلا عن نأي بنفس حرق الأنفاس وبالنأي السياسي، فإن الانبعاثات الإيجابية ظلت تتطاير من اجتماع الحريري باسيل ولم يترك الطرفان جملة مفيدة إلا واستخدمت بهدف ترويج التوافق على الملفات، وبينها زيارة باسيل لسوريا وبين ممتازة وبناءة ومفيدة تنوعت عبارات الوصف لجلسة رئيس الحكومة ورئيس التيار القوي، ما يعني أن الحريري منح وزير الخارجية تأشيرة دخول سياسية إلى دمشق وبذلك تدرج الضوء الأصفر إلى ضوء أخضر يتضمن الموافقة والتشجيع والتمنيات بالتوفيق لكن الخطوة دونها اعتراضات الاشتراكي والقوات.

فإذا كانت زيارة جبران باسيل ستحدث هذه الزوبعة.. فالاجدى أن يصرف النظر عنها.. لاستبدالها بقيام الرئيس ميشال عون شخصيا بزيارة دمشق فرئيس الجمهورية لن يتهم بطموحات رئاسية وهو سيد القصر.. وهو أيضا سيخمد نيرانا تنشب في وجه الزيارة عندما يقدم أسبابها الموجبة وأبرزها: النازحون والمعابر عدا أن رئيس الجمهورية سيدخل مباشرة “قلب الأسد” بلا وزراء ولجان ووسائط تمهيدية واذا كان اعتراض القوات هو لزوم تسجيل الموقف فإن ثورة الاشتراكي على جبران والعهد لها سبب واحد وربما لم تعد تتعلق بالحريات والاستثئار والمحسوبيات والمحاصصة ومختصرها أن لبنان منذ سبعة وعشرين عاما يحكم بترويكا حريري بري جنبلاط اليوم تغيرت المعادلة لنصبح أمام ثلاثية “حريري بري جبران”.