IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار “الجديد” المسائية ليوم الاثنين في 10/2/2020

لحصولها على الثقة، تحارب حكومة حسان دياب غدا على جبهتين، فأمامها حرب الوصول إلى ساحة النجمة، ثم معركة ضمان النصف زائدا واحدا، وإن نالت نصفه في ما بعد. والثورة على جبهتها تخوض تحدي كسر العزلة والجدران الاسمنتية، وتعطيل المرور الآمن للنواب، ولا تخفي سعيها لاصطيادهم أو عرقلة مواكبهم، أو بالحد الأدني تكبيدهم مشقة الوصول.

ولأن الطريق إلى مجلس النواب: غير آمنة ولا سالكة، وفقا لبلاغات الحرب وزمن شريف الأخوي، فإن النواب والوزراء احتكموا إلى المظلة الأمنية، حيث ينطلقون وفقا لإستراتجية خاصة هي الأقرب إلى إسترتيجات تهريب البضائع عبر الحدود.

هي جلسة المسجونين كمن ارتكب المعاصي. ثقة مسيجة بالحيطان ومعزولة عن محيطها، بثها مباشر لكن أصوات نوابها سوف تأتينا من العالم الآخر. وحيالها عقدت كتلة “المستقبل” اليوم اجتماعا في “بيت الوسط”، وقررت الحضور وحجب الثقة. فيما تريث الرئيس سعد الحريري، وقال إنه لم يتخذ قرارا بمشاركته شخصيا بعد في الجلسة. ورد على من ينتقد “الحريرية السياسية”، وتحديدا “التيار الوطني الحر”، فسأل الحريري: ماذا فعلوا هم؟ فليدلني أحد على إنجاز واحد قام به “التيار” في الاقتصاد الوطني منذ ثلاثين عاما.

وبدت معادلة “وان واي تكيت” راسخة في ذاكرة الحريري، ولم تنسه إياها سنوات الحكم، إذ قال “في ناس بتعطي وان واي تيكت ومش قدها”. ولاحقا رد “التيار الوطني الحر” على هذا الموقف للحريري، فاعتبره إفلاسا واختلاق معارك وهمية حول إلغاء الحريرية السياسية.

وبموقف كتلتي “المستقبل” و”القوات”، فإن الطرفين سوف يؤمنان الحضور من دون منح الثقة، علما أن الكتلتين الكريمتين كانتا من صناع المواد الأولية في الحكومات السابقة، التي أسست لما نحن عليه اليوم، والزمن لا يمكنه أن يتغير بين سابع عشر من تشرين وضحاه. فمن شارك أو صمت أو لم يحاسب أو عارض بلا طائل، ورأى المياه تتسرب إلى بنيان الدولة ثم خرج قبل الطوفان، كلهم شركاء، وقد يكون الالتحاق بركب الثوار هو الأسهل على البعض والأكثر حصدا للجمهور، لكن “السيبة” السياسية كانت تضم الجميع، “المستقبل” الذي اضاع مستقبله ويبكي اليوم على الحريرية السياسية. “الاشتراكي” الشريك، “القوات” التي انجرفت مع “التيار” في التفاهم والرئاسة، نجيب ميقاتي الذي قرر أن لا يشارك ويحجب الثقة، على اعتبار أن حضوره سيشكل قرضا ثمينا بلا فوائد لحكومة حسان دياب، وطبعا لنهاد المشنوق حصة في كل المناقصات والمزايدات السياسية، معلنا أن لا ثقة لحكومة انتحال الصفة.

مناقصات سياسية وهمية، واستدراج عروض لم يعد لها من زبائن على الأرض، والأرض وحدها ستقرر سواء غدا أو بعد حين.