كنا أعتقدنا “أنو صار عندكن مخ”.
نقر ونعترف بأننا أخطأنا. الصحيح أنكم بلا مخ. خذوها كما تريدون: بهدلة، وعظ. لا هم ، المهم أنكم لم تتعظوا ولا تتعظون.
مر عام على ظهور كورونا في العالم، والبعض منكم مازال يسأل بسخرية: “ليش في كورونا”؟
لامست الإصابات الأربعة آلاف إصابة وما زال البعض منكم يسأل: “وهل في كورونا؟ حين كتبنا في مقدمة 15 آذار الفائت عن “شعب البلا مخ” كانت الإصابات تسع وتسعون إصابة. اليوم الإصابات لامست الأربعة آلاف، يعني ان كلمة “شعب البلا مخ” باتت قليلة عليكم…
هل سمعتم يوما، أثناء التعبير عن حزن بوفاة شخص، عبارة “راح رخيص”؟ هذا ينطبق على كثيرين ممن “يروحون رخاص” هذه الأيام بسبب التقاط فيروس كورونا… إذا دققنا في آلاف الإصابات فإنه بالإمكان الجزم بأنه كان يمكن تفادي أكثر من إصابة.
نبدأ بالكمامة: كم من اللبنانيين يستعملونها؟ ومن يستعملونها هل يرتدونها بالشكل الصحيح؟ لم تصنع الكمامة لتوضع تحت الذقن أو على الرأس، أو على الزند أو في الجيب.
التباعد، وهنا الكارثة الكبرى: دققوا في كثير من السوبرماركت والمولات والمطاعم وأماكن السهر. التباعد ” تجليطة “، وحين تسأل باستغراب يأتيك واعظ ليقول لك: كم مرة بدنا نجي عالدني؟
يا حبيبي رح تجي مرة وحدة ولكن لا يحق لك أن تنهي حياة أي كان لأنك تعتبر نفسك “قاهر كورونا”.
التعقيم، لم تعد النظافة اختيارية على قاعدة “النظافة من الإيمان” بل اصبحت من ضرورات تفادي الإصابة بكورونا.
ليسأل كل شخص نفسه: هل طبق هذه الإجراءات؟ إذا كان صحيحا يكون قد ركب “مخ”، ولم يعد من فئة البلا مخ الذين مازالوا كثرا.
هؤلاء احتالوا على الحجر وعلى المفرد والمجوز وعلى انتحال صفة صحافي ليتجولوا، لكن تنبهوا: لا تستطيعون التحايل على كورونا. كثيرون من الذين تحايلوا ينتظرون سريرا شاغرا في مستشفى، وإذا وجدوا، ينتظرون طبيبا معالجا، والأطباء يتناقصون، وإذا وجدوا، ينتظرون أدوية بدورها بدأت تتناقص.
يخشى أن نصل إلى يوم يصبح فيه الشعار: “طبب نفسك وخلص نفسك”. عندها ماذا تفعلون؟
وتذكروا: اللقاح ليس وراء الباب، دول باشرت بإعطائه لشعوبها فيما دولتنا مازالت تقرأ العقد.
وتذكروا أيضا “لاءات وزير الصحة: اللاء الأولى كانت “لا داعي للهلع”، واللاء الثانية “لا داعي للإستسلام” ، يا حضرة الوزير: اللبنانيون لم يهلعوا ولم يستسلموا، والنتيجة أننا اقتربنا من أربعة آلاف إصابة، وحين تلفظ “اللاء” الثالثة، لا نعرف كم سيكون عدد الإصابات.
يا شعب البلا مخ… بين المقدمة الأولى في 15 آذار الفائت والمقدمة اليوم، إزدادت الإصابات من تسع وتسعين إصابة إلى ثلاثة آلاف وخمسمئة وسبع اصابات في يوم واحد والف واربعمئة وخمس وخمسين حالة وفاة.
ليس الحق على الطليان، ولم يعد الحق على الدولة، راقبوا كيف ستسهرون الليلة فتعرفوا كم سيرتفع عدد الإصابات بكورونا غدا.
مقدمة نشرة أخبار الـ”LBCI” المسائية ليوم الخميس في 31/12/2020