الدولة والدولة فقط تتحمل المسؤولية الامنية والعسكرية في البلاد، وهي تحتكر حمل السلاح وتتخذ كل الاجراءات اللازمة لتحرير الارض من الاحتلال وبسط سيادة الدولة على كامل اراضيها بقواها الذاتية.
هذه العبارات الواضحة تختصر روحية البيان الوزراي المنتظر، وهي روحية جديدة تماما على الخطاب الرسمي اللبناني. فثلاثية: شعب، جيش، مقاومة اصبحت من الماضي وسقطت الى غير رجعة، وكلمة مقاومة لم تعد موجودة في القاموس السياسي الرسمي، وبالتالي فان الدولة فقط هي التي تملك قرار الحرب والسلم عبر جيش يملك عقيدة دفاعية يحمي بها الشعب ويخوض اي حرب وفقا لاحكام الدستور.
وعليه، فان المسودة التي تدرس الان في مجلس الوزراء تحمل على التفاؤل، وتثبت ان سياسة الدولة تغيرت جذريا.
وما يسري على السياسة الدفاعية والاستراتيجية يسري ايضا على السياسة الخارجية، وهو ما اكده وزير الخارجية الجديد يوسف رجي لل “ام تي في” اذ اعلن ان السياسة الخارجية الجديدة ترتكز على ثلاثة مبادىء: الاستقلالية، الروح السيادية، وتقديم المصلحة اللبنانية على اي مصلحة اخرى. وما صدر عن قصر بعبدا اليوم يركز عمليا التوجه اللبناني الجديد.
فالاجتماع الذي خصص للبحث في ازمة الطائرة الايرانية خلص الى قرار بتمديد تعليق الرحلات من ايران واليها، فيما اعطى رئيس الجمهورية توجيهاته الصارمة واللازمة للاجهزة الامنية بعدم السماح بقطع طريق المطار بعد الان. في الجنوب، اسرائيل تواصل مناوراتها.
فهي اعلنت انها تستعد للبقاء لفترة طويلة في النقاط الخمس، كما انها ستحتفظ بقاعدة عسكرية في لبنان مقابل كل بلدة اسرائيلية. وهذا يعني ان الانسحاب الاسرائيلي الكامل لن يتحقق غدا، الا اذا كانت المناورات الاسرائيلية ستواجه بقرارات حازمة مضادة من الادارة الاميركية، وهو امر مستبعد.