IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار الـOTV المسائية ليوم الأحد في 25/08/2019

في الذكرى الثانية للتحرير الثاني فجر الجرود تسللت اسرائيل فجرا الى الضاحية الجنوبية وفجّرت مفاجأة انتظرتها حارة فكانت غير سارة . ففي اخطر خرق للقرار 1701 وللمرة الاولى منذ عدوان تموز تضرب اسرائيل في حصن المقاومة وحضن بيئتها وقلعتها المنيعة الضاحية الجنوبية برمزيتها ومقاومتها ومعنوياتها وبيارق نصرها . قبل اسابيع قليلة على الانتخابات الاسرائيلية يهرب نتنياهو الى الامام وتسجل سياسته خطوات الى الوراء .

يقول للناخبين في بلاده انه اجهض واحبط هجوما على اسرائيل بالطائرات المسيرّة كانت ايران تحضر له عبر فيلق القدس ويقول للاميركيين وهنا الاهم والاخطر , يقول لهم : اذا اردتم مهادنة ايران والنزول عن الشجرة والتراجع عن المواجهة معها في الخليج فانا كفيل بنقل ساحة المعركة وميدان المواجهة مع ايران الى لبنان وسوريا والعراق واستبدال الخليج بمسرح مواجهة جديد – قديم يمتد من بيروت الى بغداد . لذا ضرب نتنياهو الحشد الشعبي وقواعد ايرانية في العراق منذ اسبوعين وصعّد ضرباته على ايران وحزب الله في سوريا واخر الضربات فجر اليوم في ريف دمشق وضاحية بيروت والقاسم المشترك بينهما اعلام حزب الله حيث سقط للحزب شهيدان في دمشق . انها مرحلة جديدة بقواعد اشتباك جديدة بأساليب جديدة في ميادين جديدة .

هي خطوة الى الوراء بعد تقدم الجيش السوري الى الامام في ادلب . اسرائيل محبطة من حلفائها من المحيط الى الخليج وما وما بعد المحيط . بلغ الاحباط منها مبلغا بحيث لم تعد مخيرة بل اسيرة الطائرات المسيرّة . ما حصل في الضاحية رسالة واضحة بأن الارهاب حاضر . عندما يتحرك الاسرائيلي فهذا يعني ان التكفيري سيتحرك بدوره وان مساحة المعركة استعادت رقعتها الممتدة من المتوسط الليطاني الى دجلة ومن العاصي الى الفرات . التكفيري يستخدم السيارات المفخخة والاسرائيلي يستعمل المسيرات المفخخة . الارهاب يجمع التكفيري والاسرائيلي دائما . انها اذا مرحلة جديدة يدخلها لبنان . رد السيد نصرالله كان واضحا حازما جازما قاطعا : لن نسمح بتكرار ما حصل .

الطائرات المسيرة ستٌسقط وواهم ومشتبه من يفكر ان الامر سيمر مرور الكرام . المؤشر الاهم والرسالة الابرز والموقف الاوضح في كلام السيد هو ان السكوت عما حصل فجر اليوم سيؤسس لمسار خطير على لبنان الذي سيصبح ساحة مباحة ومستباحة كل يومين او ثلاثة للعربدة الاسرائيلية الجوية عبر المسيرات المفخخة الانتحارية للقتل والاغتيال والاستهداف . السيد يزيد ويؤكد : لن نسمح بنقل نموذج العراق الى لبنان واعادة لبنان الى ما قبل ال2000 وال 2006 . السيد نصرالله يقول لنتنياهو والاسرائيليين : انتهى الزمن الذي تقصف فيه اسرائيل لبنان وتبقى امنة . لا ترتاحوا ولا تامنوا ولا تطمئنوا . ولعل الرسالة – الوعد الذي اطلقه السيد قبل ختام كلمته سيجعل اسرائيل في المرحلة المقبلة تنام قلقة وتستفيق خائفة . الحياة التي اخذت من شهيدي حزب الله في سوريا ستؤخذ من اسرائيليين في لبنان وليس في شبعا وهذا تحذير يكفي لرفع منسوب الذعر عند الاسرائيليين في المرحلة المقبلة .

انها مرحلة جديدة ولبنان لم يعد محيدا . هو من اليوم فصاعدا بين خيارين ومسارين : مسار العراق والتفخيخ والتخويف ومسار لبنان الذي تخافه اسرائيل