IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار الـ”OTV” المسائية ليوم الأربعاء في 25/03/2020

بعد حملاته العنيفة عليها بحجة التقصير، والتي بلغت حد التلويح بمقاضاة رئيسها ووزير الصحة جزائيا، حتى سمير جعجع أقر اليوم بأن أداء الحكومة في ما يتصل بملف كورونا جيد ومقبول، واعتبر أن وضع لبنان في ما خص الفيروس مقبول، وهذه نعمة، آملا في أن تستمر، إذا حافظت الحكومة على الاجراءات الحالية وفعلتها.

أما عن حالة الطوارئ التي تبقى موضع مزايدة سياسية يومية، فقال جعجع: لا اعتقد أنها قد تكون أكثر افادة، خصوصا إذا تم تطبيق التعبئة العامة كما يلزم لمنع الاختلاط الاجتماعي وتاليا تفشي الفيروس.

طبعا، ليس المقصود بالاقتباس من كلام رئيس حزب “القوات اللبنانية”، القول إن الوضع على أحسن ما يرام، فالطموح يجب أن يبقى دائما نحو الأفضل، لكن بعض الموضوعية في التقييم لا يضر، ذلك أن المزايدات السياسية المعتادة، التي يكررها كم وافر من السياسيين، ممن لم تعد لهم “لا شغلة ولا عملة” إلا “تويتر”، تصبح ممجوجة أكثر فأكثر يوما بعد يوم، في ضوء المعطيات العلمية، الخاضعة لمواكبة دقيقة من الجهات الدولية المعنية بمكافحة الوباء العالمي.

وإذا كان الوباء المتفشي نجح اليوم في تغييب الاحتفالات السنوية المشتركة بعيد البشاره، فهو طبعا لم ينجح في تغييب معنى المناسبة على المستوى الوطني. وفي هذا السياق، دعا رئيس الجمهورية اللبنانيين، فيما هم ملتزمون الحجر المنزلي، إلى أن يعمد الآباء والأجداد إلى قراءة نص إنجيل القديس لوقا عن بشارة العذراء مريم، ونص البشارة وفق ما ورد في القرآن الكريم، إلى أحفادهم وأبنائهم، فيكون بذلك اليوم، يوما نرفع فيه الدعاء إلى القدير، على نية ترسيخ وحدتنا الوطنية، وهي أكثر ما نحن في حاجة اليه، بعدما ثبت للجميع أنها هي درعنا الحامية في المحن والصعاب.

وأمل الرئيس عون في أن تكون هذه المبادرة أيضا، رسالة جامعة مسيحية- إسلامية، نرفعها من لبنان للعلي على نية وطننا وشعبه وشعوب الأرض قاطبة، لدرء خطر وباء كورونا الفتاك عن البشرية، فتعود دورة الحياة في أقرب وقت إلى طبيعتها.

هذا في الأساس. أما التفاصيل، فمحورها مناكفات سياسية عادت لتطل برأسها، غير آبهة بحراجة الاوضاع، ليس فقط الصحية، بل الاقتصادية والمالية، وتاليا المعيشية، وهو ما يتطلب عودة جماعية إلى الضمير، من غالبية القوى السياسية التي تصر على استغلال الوضع السيء، لفرض وقائع اكثر سوءا على جميع اللبنانيين.