بغض النظر عن التشويش السياسي المفتعل والمعتاد، نجحت بعبدا في إيصال رسالتها الوحدوية إلى جميع اللبنانيين، لأن “ما جرى في الشارع في الأسابيع الأخيرة، ولا سيما في طرابلس وبيروت وعين الرمانة، يجب أن يكون إنذارا لنا جميعا للتنبه من الأخطار الأمنية التي قرعت أبواب الفتنة من باب المطالب الاجتماعية”، كما حذر رئيس الجمهورية… “فالاختلاف السياسي صحي وفي أساس الحياة الديمقراطية، ولكن يبقى سقفه السلم الأهلي الذي لا يجوز تجاوزه… ومهما علت حرارة الخطابات لا يجب أن نسمح لأي شرارة أن تنطلق منها، فإطفاء النار ليس بسهولة إشعالها، خصوصا إذا خرجت عن السيطرة… وهذه مسؤوليتنا جميعا، الحاضرين والمتغيبين… وهذا هو الخط الاحمر الحقيقي، الذي لن يكون هناك من تساهل مع من يحاول تجاوزه، شدد رئيس البلاد.
لكن، إلى جانب ما سبق، شكل لقاء اليوم مناسبة أطاحت بعقد ومحرمات وهمية كثيرة، سيحاول كثيرون على الارجح اثارة غبار التضليل حولها في الآتي من الأيام… فخطورة المرحلة، بتداعياتها الاقتصادية والمالية والنقدية والاجتماعية، إضافة إلى السياسية والأمنية، ستحتم التأسيس على هذا اللقاء “للانطلاق من بحث توافقي، كي نعالج بروح المسؤولية والتفاهم مفاصل الخلافات الكبيرة التي تؤجج انقساماتنا، أقله حول المسائل الكيانية والوجودية”، كما ورد في نص البيان الختامي، “ومنها إلى جانب السبل الآيلة الى معالجة الأزمة الراهنة عبر اعتماد مسار نهائي للإصلاحات، التطوير الواجب اعتماده في نظامنا السياسي ليكون أكثر قابلية للحياة والانتاج، وذلك في إطار تطبيق الدستور وتطويره لناحية سد الثغرات فيه وتنفيذ ما لم يتحقق من وثيقة الوفاق الوطني”.
وفي الموازاة، لفتت المتابعين الصراحة التي خاطب بها رئيس تكتل لبنان القوي رئيس الحكومة خلال اللقاء، خصوصا حول ما اعتبره “انخفاضا ملحوظا في انتاجية الحكومة”، محذرا من أنها “كما الدراجة الهوائية، تقع في أي لحظة تتوقف فيها عن الحراك”. وشدد باسيل في سياق آخر على “إمكانية التحاور حول إعادة تحديد موقع لبنان ودوره تمسكا بهما، من خلال تضامن داخلي يمكننا من إسقاط المؤامرة التي تستهدف الصيغة والميثاق وبالتالي الكيان”… ورأى باسيل الا شيئ محرما في سبيل ذلك، كبحث الاستراتيجية الدفاعية ومسألة الحدود البرية والبحرية وحماية لبنان وموارده وغير ذلك.
أما رئيس الحكومة حسان دياب، فتحدث باسم اللبنانيين، إذ قال: “لا يهتم اللبنانيون اليوم سوى بأمر واحد: كم بلغ سعر الدولار؟ ولم يعد يهمهم ما نقول، بل فقط ماذا سنفعل”.
أما لسان حال الناس، ما خلا البعض المعروف، فهو طبيعيا، التالي: “إفعل دولة الرئيس، وكلنا معك”.