IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار الـ”OTV” المسائية ليوم الأحد في 11/10/2020

قبل أحداث 17 تشرين الأول 2019 بأسبوع، في 11 تشرين الأول 2019، وفي خضم أزمة المحروقات التي كانت تباشيرها بدأت بالظهور، وعشية الحرائق الشهيرة قبل سنة، في مثل هذه الأيام، جاء في مقدمة أخبار الـ OTV ما يلي: ما يجري ليس بريئا ولا عفويا ولا هو رد فعل طبيعي على وضع استثنائي،…ما يجري جزء من حملة مدبرة لا تستهدف رئيس البلاد فحسب، ولا “التيار الوطني الحر” من دون سواه، بل الوطن كاملا والشعب ككل.

يومها سألت مقدمة أخبار الـ OTV: لماذا وصلنا إلى هنا؟، لتجيب: بكل بساطة، بسبب السياسات الخاطئة المعتمدة منذ عام 1990، وبفعل حؤول التركيبة اللبنانية بفروعها السياسية والطائفية والمذهبية والزبائنية دون الإصلاح الجذري، الذي نودي به منذ عام 2005 على الأقل، على لسان رئيس الجمهورية الحالي، وأفرقاء آخرين،…فلا يمكن، ولا بأي شكل من الاشكال، شددت مقدمة أخبار الـ OTV يومها، أن تحمل السنوات الثلاث الأخيرة، فشل عقود ثلاثة سابقة وربما أكثر، خصوصا إذا كانت السنوات الثلاث المذكورة، ومرحلة ما بعد 2005 كذلك، حافلة بالمواقف الواضحة، والمعارضة القوية، والمقاومة الشرسة لكل مساعي لفلفلة الفضائح، وعرقلة الإنجاز، وتغليب السلبية على الايجابية على مختلف المستويات، في الوطن المنهوب لا المكسور.

وعن سؤال: من المسؤول؟، كان الجواب: من تمسك بمكتسباته السياسية غير المشروعة، ومن تصدى للتغيير، ومن جهل الفاعل، أو عمم الاتهامات، فساوى بين الضحية والجلاد… وكل مواطن لبناني اقترع لمرشحي القوى السياسية المعروفة بتغطية الفساد وارتكابه، فجعل منها أمرا سياسيا واقعا يصعب تجاوزه، ووجب التعامل معه.

أما عن الحل، فاختصر الجواب يومها بكلمة واحدة هي: التنفيذ. تنفيذ الحلول المعروفة، وتنفيذ الخطط المرسومة، من دون مزيد من اللف أو الدوران.

وخلصت مقدمة أخبار الـ OTV يومها، إلى أن الثالث عشر من تشرين العسكري والسياسي سقط، ويبقى الثالث عشر من تشرين الاقتصادي والمالي.

بعد المقدمة المذكورة، ثم إحياء الذكرى التاسعة والعشرين للثالث عشر من تشرين بقداس في الحدت، تلته الكلمة الشهيرة لرئيس “التيار الوطني الحر” عن قلب الطاولة، كان الطوفان: طوفان الناس الغاضبين، الثائرين بصدق أو الموجهين، وطوفان الأزمة المالية وارتفاع سعر صرف الدولار، وطوفان التخبط السياسي والشعبي، وطوفان هرب البعض من تحمل المسؤولية، مرورا بطوفان كورونا وطوفان انفجار المرفأ، وصولا إلى اليوم.

اليوم، ومنذ إعلان المبادرة الفرنسية، وللمرة الأولى منذ عام تقريبا، ثمة نور في نهاية النفق الطويل. أما البلوغ إليه، فرهن القوى السياسية، التي سعى بعضها في الآونة الأخيرة إلى استثمار مبادرة الرئيس ايمانويل ماكرون، لا لإنقاذ لبنان، وانتشال الشعب اللبناني من لجة الغرق، بل لمحاولة الاستئثار بالسلطة من جديد، في مقابل محاولة فرض أعراف جديدة، لا تحظى بوفاق وطني.

غدا، سعد الحريري في بعبدا ثم عين التينة. والثلاثاء في السادسة مساء، كلمة مرتقبة لجبران باسيل، هي الأولى له بعد الخروج من المستشفى. والخميس موعد محدد للاستشارات النيابية الملزمة. فلننتظر ونر.

ففي الأسبوع الذي تتخلله الذكرى الثلاثون للثالث عشر من تشرين الأول 1990، والذكرى الأولى للسابع عشر من تشرين الأول 2019، كم نحن في حاجة إلى أخذ العبر والبناء على الماضي الأليم لإنقاذ لبنان.