IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار الـ “otv” المسائية ليوم الثلثاء في 10/10/2017

 

 

بعد قانون الانتخاب، وطرد الإرهاب، والسلسلة والرواتب وتغطيتها … اليوم صارت التشكيلات القضائية مرسوما مبرما … مئات القضاة توزعوا في البلاد، على أقواس العدالة وقوفا أو جلوسا … مئات يلبسون تلك الأثواب المهيبة … ويحملون تلك الألقاب الموقرة … وكل واحد منهم يختصرنا بكاملنا … حين يحكم باسم الشعب اللبناني … مع أن الأمانة للحقيقة تقتضي الاعتراف، بأن ثمة أزمة ثقة وعلاقة وشك واتهام وأكثر … بين هذا الجسم وبين الشعب …

الناس يتهمون بعض القضاة، وبعضهم الكثير، بأنهم لا يستحقون موقع العدالة، منذ دقوا أبواب السياسيين ليدخلوا إلى معهد الدروس القضائية … ومنذ دأبوا على الدق والقرع والضرع، عند كل تشكيل وتعيين وترفيع … ومنذ صار مستوى حياتهم يفوق أضعاف أضعاف راتبهم … ومنذ صارت رحلاتهم مدفوعة … وسهراتهم عامرة مصورة… وساعات أيديهم المذهبة، أثقل من أصفاد الحديد في أيدي عذراء العدل …

اليوم، وبعد صدور التشكيلات، هناك فرصة جدية لتحقيق مصالحة وطنية أخرى مطلوبة، بين جسم القضاة وبين انطباعات الشعب … هناك فرصة لردم الهوة بين الطرفين … وهناك ضرورة ليصير القضاء رأس حربة لتحقيق العدالة وضرب الفساد … قاض واحد يكفي … وفي لبنان أكثر من واحد … حتى ولو حاصره فريسي عابر … حتى ولو عاقبه زمن بائد … يكفي قاض واحد ليرفع الصوت … والعهد معه … والشعب معه … أوقفوا سرقة البلد …

في إيطاليا بدأ القاضي دي بييترو معركة “الأيادي النظيفة” … بعدما اكتشف فاتورة مشبوهة بفارق ستة آلاف دولار … أما في لبنان فالفوارق أكثر من ستين مليار دولار دينا أيها السادة القضاة … وفي إيطاليا سئل أحد القضا مرة، كيف تجرؤ على محاربة المافيا، ألا تخشى الموت؟ فأجاب: الذي يخاف الشر يموت كلما فعل ذلك… أما الذي يواجهه، فيموت مرة واحدة فقط …

اليوم صارت تشكيلاتكم يا أصحاب السعادة مرسوما … فمتى ترسمون لنا درب العدالة واستئصال الفساد؟

سؤال قد يكون أول الجواب عليه، من قصة المشروبات الروحية …