رنا سعرتي
يستضيف مصرف لبنان، أوّل مؤتمرٍ دولي حول الشركات الناشئة تحت عنوان «مؤتمر مصرف لبنان لتسريع الاعمال 2014». ويشكل المؤتمر فرصة يجتمع خلالها أكثر من 50 خبيراً في صناعة الشركات الناشئة من جميع أنحاء العالم، مع رواد أعمال، مستثمرين ومهنيين، لرسم مخططات النجاح. قصصُ نجاح البعض مخططاتٌ للآخرين… هذا ما يهدف اليه مصرف لبنان من خلال استضافته أوّل مؤتمرٍ دولي حول الشركات الناشئة «مؤتمر مصرف لبنان لتسريع الاعمال 2014»، في 20 و21 تشرين الثاني الحالي في Forum de Beirut، بمناسبة احتفاله بمرور سنة على إطلاق الصندوق المخصص للشركات الناشئة بموجب التعميم الرقم 331 والتعميم الرقم 367 الذي يعدّله.
يضمّ المؤتمر اكثر من 500 مشارك من كبار رجال الاعمال والمستثمرين والمعنيين باقتصاد المعرفة الذين قدموا من مختلف انحاء العالم لجعل لبنان أحد افضل المراكز العالمية للشركات الناشئة، على غرار لندن وبرلين وسنغافورة وتورونتو وسانتياغو وموسكو.
كما سيتيح المؤتمر مناقشة التوجهات والآراء والفرص والتحديات كافة وعرضها في اجتماعات محصورة الموضوع، ومداخلات رئيسة وجلسات هامشية بين شخصيات عالمية رائدة في مجال الشركات الناشئة، ومن بينها مستثمرون في رأسمال شركات ناشئة من «سيليكون فالي» ونيويورك، بالاضافة الى رجال اعمال متمرّسين من لندن وبرلين وباريس.
ومن المتحدثين خلال المؤتمر: حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، السفير البريطاني في لبنان توم فليتشر، وزير الاتصالات السابق نقولا صحناوي، رئيس مجلس ادارة بنك الموارد مروان خيرالدين، رئيس مجلس ادارة شركة بريتك ومسؤولون وممثلون عن شركات محلية وعالمية منها: jawbone&state, dragon innovation, wayra Uk, uber, HP, digital loop, MIT, CCC fund, Vinli وغيرهم.
صحناوي
في هذا الاطار، قال وزير الاتصالات السابق نقولا صحناوي لـ»الجمهورية» إنّ «مؤتمر مصرف لبنان لتسريع الاعمال 2014»، يتمتّع بأهمية قصوى لأنه «سيضع لبنان على الخريطة العالمية بالنسبة الى كلّ ما يتعلّق بالشركات الناشئة والاقتصاد الرقمي»، خصوصاً أنّ في استطاعة لبنان أن يكون لامعاً في هذا المجال.
وفيما اشار الى أنّ الشباب اللبناني مبدعٌ في هذا الاطار ويتمتّع بمهنية عالية لا تتمّ الاستفادة منها بشكلٍ كافٍ، لفت الى أنّ «مصرف لبنان أمّن تمويلاً للشركات الناشئة عبر التعميم الرقم 331 بهدف تفعيل عملها». واعتبر صحناوي أنّ ما قام به أثناء تولّيه وزارة الاتصالات إضافة الى تعميم مصرف لبنان، وفّر بيئة حاضنة للشركات الناشئة وأمّن الدعم اللازم للشباب اللبناني.
وفضّل صحناوي «عدم الكشف عن مضمون مداخلته» خلال المؤتمر، قائلاً: «سأبقيها مفاجأة لعلّي أضيء شمعة في هذا الظلام».
واكد أنّ قطاع الشركات الناشئة هو خشبة الخلاص للاقتصاد اللبناني، لأنه «سيخفّض نسبة هجرة الشباب الى الخارج ويزيد من فرص العمل».
وختم معَبّراً «أنه مولود جديد يتمّتع بكامل معطيات النجاح ليشكّل جزءاً كبيراً من الاقتصاد والناتج المحلي اللبناني، في المستقبل».
فاضل
بدورها، شدّدت رئيسة منتدى «إم.آي.تي» للمنطقة العربية هلا فاضل على أهمية «مؤتمر مصرف لبنان الدولي» لأنه سيكون بمثابة «نافذة مضيئة في لبنان» على عكس الاخبار السيّئة المتداوَلة في الاعلام. ورأت أنّ هناك مواهب موجودة في البلد في مجال ريادة الاعمال، الابتكار والتكنولوجيا، ومن المفيد إبرازها أمام شخصيات دولية ستتمكن من لمس الاوضاع الاقتصادية من خلال مشاركتها في المؤتمر.
وقالت فاضل لـ«الجمهورية» إنّ المؤتمر يهدف ايضاً الى «تشجيع مؤسسات من القطاع الخاص والعام للاستثمار في افكار الشباب اللبناني الجديدة المبتكرة والتي تَعِد بمستقبل اقتصادي افضل للبنان».
وأوضحت أنه بفضل مبادرة مصرف لبنان الجريئة اي التعميم 331 الذي سمح للشركات والمصارف الاستثمار في اقتصاد المعرفة، يقوم منتدى «ام اي تي» حالياً بـ»تأسيس صندوق استثمار مخصّص للشركات الناشئة الموجودة في لبنان». واعتبرت فاضل أنّ التوعية الى أهمية هذا القطاع ضرورة ملّحة، إن على صعيد المصارف او شركات القطاع الخاص لحثّها على الاستثمار في هذا الصندوق.
وقالت إنّ المبادرة التي قام بها مصرف لبنان هي الاولى في المنطقة، «لذلك يجب العمل على إنجاحها لتكون نموذجاً لدول المنطقة على رغم الظروف الصعبة التي تمرّ بها». واكّدت فاضل أنّ هناك «تحدياتٍ كثيرة أمام الشركات الناشئة في لبنان، اهمّها اليوم، سرعة الانترنت وكلفته المرتفعة».
قصص نجاح
سيتمكن المشاركون في مؤتمر مصرف لبنان، من الاستماع الى قصص نجاح مؤسسي الشركات، والاطلاع على استراتيجيات استثمار مطبّقة من بانكوك إلى وادي السليكون، واكتشاف كيفية العثور على المواهب والاحتفاظ بها، والتعرّف الى قواعد التشغيل العالمية، والتواصل مع قادة الصناعة، واكتشاف أحدث الاتجاهات، واستخلاص المخططات لتأسيس شركات خاصة.
وبالتزامن مع هذا المؤتمر، ستجري تغطية موضوعين آخرين في مكان متاخم مكشوف: ساحة الشركات الناشئة Startup Plaza وساحة النظام البيئي Ecosystem Square.
وستضمّ ساحة الشركات الناشئة Startup Plaza شركات ناشئة عريقة محلية واقليمية ودولية، كذلك ستنظم مسابقة دولية حول الشركات الناشئة تتماشى مع تعميم مصرف لبنان الرقم 331. أما ساحة النظام البيئي Ecosystem Square فستتيح للمستثمرين والمعنيين الرئيسيين القيام بنشاطات داعمة للشركات الناشئة وتوفر فرص استثمار لجمهور دولي رفيع المستوى.
مسابقة «سيد ستارز وورلد»
بالإضافة الى ذلك، يستضيف «مؤتمر مصرف لبنان لتسريع الاعمال 2014» مسابقة «سيد ستارز وورلد» SeedStars world العالمية للشركات الناشئة والفريدة من نوعها، والتي تركّز بشكلٍ حصري على الإقتصادات الناشئة ومجالات الشركات الناشئة عالية النموّ. وفيما تجول هذه المسابقة على اكثر من 35 مدينة حول العالم في العام 2014، ستكون بيروت محطتها في 20 و21 تشرين الثاني.