IMLebanon

اتصالات التسوية الداخلية في حلقة مفرغة والمؤسسات في اجازة قسرية

parlement

 

 

رسمت اوساط سياسية متابعة لمسار الاتصالات الجارية على خط فك العقد التي تكبل العمل الحكومي وتشل انتاجية مجلس الوزراء، وحتى مجرد انعقاد جلساته، صورة سوداوية بالغة القتامة ازاء ما يغلف هذا المسار من أجواء.

الأوساط، وفي حديث لـ”المركزية”، قالت: “واهم من يعلّق امالا على الحركة الداخلية لانتاج حلول وتسويات من بوابة الحراك المحدودة مفاعيله وقدرات القيمين عليه في الظرف الراهن، فالافق مسدود والمساعي المبذولة تدور كلها حتى الساعة في حلقة مفرغة لم تلق اي تجاوب، اذ ان حزمة العقد والشروط والشروط المضادة المحيطة بالوضعين الحكومي والتشريعي تحول دون احراز تقدم ولو بالحد الادنى، على اي من المحاور الواجب ارساء الحلول ولو الظرفية لها”.

وأوضحت ان الحركة الرباعية بين عين التينة والمصيطبة وكليمنصو امتدادا الى باريس (مقر اقامة الرئيس سعد الحريري) لم تتمكن من احداث اي خرق في جدار الازمة، ولم يفلح رئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط الذي حاول الضغط على القوى السياسية من بوابة القضايا والازمات الاجتماعية والحياتية الضاغطة في اقناعها بتقديم تنازلات تقتضيها المصلحة الوطنية. اما رئيس مجلس النواب نبيه بري فجمد حركته ولم يعد في وارد التدخل لانضاج تسويات تصب في مصلحة رئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب ميشال عون بعدما اعتبره “غير شرعي”. من جهته، لا يبدو تيار المستقبل في طور البحث عن اعادة فتح قنوات التواصل مع التيار الوطني الحر نزولا عند رغبة أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله.

وفي هذا المجال ، تعتبر مصادر وزارية في فريق 14 اذار ان حزب الله يحاول حرف النظر عن مكمن المشكلة الحقيقية داخل فريق 8 اذار لاسيما بين بري وعون، علما ان الحال ليس افضل بين عون ورئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية، وتصويرها على انها بين تياري المستقبل والوطني الحر بحيث ان اتفاقهما من شأنه ان ينضج الحل لجميع الازمات، فيما المدخل الطبيعي والوحيد للتسوية السياسية يكمن في توحد قوى 8 اذار بجميع مكوناتها خلف مرشح واحد سواء العماد عون او غيره وتأمين النصاب لجلسة الانتخابات الرئاسية، كما هي حال فريق 14 اذار الذي يصطف خلف مرشحه المعلن رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع ويؤيد موقفه لجهة استعداده للانسحاب من اجل مرشح توافقي خلافا لفريق 8 اذار الذي لا يبادر الى اي خطوة عملية في اتجاه الحل ويكتفي بالوعظ والارشادات والنصائح. وتدعو المصادر في السياق حزب الله الى “التنازل عن عرشه” وفتح حوار مع جعجع تماما كما يدعو هو المستقبل الى فتح حوار مع عون، خصوصا بعدما فتحت قنوات التواصل على مصراعيها بين القوات والتيار الحر وانتجت “اعلان النيات”. وتؤكد ان لب المشكلة معروف ورمي المسؤوليات على فريق 14 اذار خصوصا في الملف الرئاسي مجرد هروب الى الامام ولعبة “صبيانية” لم تعد تنطلي على اي مواطن لبناني بعد 27 جلسة رئاسية غاب عنها نواب حزب الله والتيار.

وتختم الاوساط المواكبة لمسار الاتصالات الداخلية بالقول ان مؤشرات المشهدين الدولي والاقليمي لا توحي بدورها بقرب انضاج اي تسوية من شأنها ان تنعكس ايجابا على لبنان، داعية الى قراءة متأنية في سحب الولايات المتحدة الاميركية والمانيا منظومة صواريخ الباتريوت من تركيا ورد روسيا بتسليم الرئيس السوري طائرات “ميغ31” وصواريخ “كورنيت 5 “، في ما يعكس اتجاه العلاقات الدولية.