IMLebanon

تقلّبات المناخ تضرب زيتون عكار ومعالجته تفاقم تكلفته

Olive

رسلان منصور

هي الآفات عينها، وهي المشكلات والتراكمات نفسها التي تنعكس على موسم الزيتون في كل عام. بل انها باتت ثوابت لجهة اسعار اليد العاملة والسماد وغيرها من العوامل المؤثرة مباشرة على انتاجه. لكن المتغير الأوحد يبقى عامل المناخ الذي، على ما يبدو، أرخى بظلاله على كل المواسم الزراعية. فالمتغيرات المناخية التي تراوحت بين أمطار غزيرة مصحوبة بالبرد عند تفتح الأزهار، وموجة الحر الهائلة التي تزامنت مع عاصفة رملية، تركت تأثيرها على الموسم.

وإذا كانت نسبة الانتاج تخف تدريجاً مع كل عام، الا أن هذه السنة كانت مختلفة كماً ونوعاً. فالتقلبات المناخية زادت من كثرة الأمراض في الزيتون والتي تحتاج حتماً الى وسائل ومواد مكافحة، مما سيزيد من تكلفة الانتاج.

ويؤكد جابر نصر، وهو من كبار مزارعي الزيتون في عكار، ان هناك انخفاضاً في الموسم هذا العام. الا انه رأى ان الطلب لا يزال مقبولاً، لافتاً الى ان توقف استيراد الزيتون من الدول المجاورة وتوقف تهريب الزيت من سوريا، سيكون له ايجابياته على الأسعار والبيع ، و«لا بد من انه سيرفع من اسعار الزيتون للمائدة وكذلك اسعار صفيحة الزيت، حيث ان الزيتون المحلي المنتج بالكاد يكفي سوق الاستهلاك المحلي».

ومن المفترض أن يكون «سعر كيلوغرام الزيتون الاخضر للرص والكبس في اسواق المفرق ما بين 3000 ليرة و3500 ليرة. في حين ان كيلو الزيتون المكبوس الجاهز قد يباع ما بين 4000 ليرة و4500 ليرة، وذلك بحسب نوعية الثمار. اما بالنسبة لسعر صفيحة الزيت العشرين ليترا، فمن المرجح ان تباع هذه السنة بما فوق المئتي الف ليرة لبنانية، وهي أسعار ثابتة منذ سنوات«.

بدوره، يؤكد خالد صالح الذي يعمل في قطاع الزيتون منذ فترة طويلة «أن تعرّض الأشجار إلى درجات حرارة مرتفعة مصحوبة برياح جافة ورطوبة منخفضة خلال فترة الإزهار والعقد والفترة الأولى من نمو الثمار، أدى الى جفاف الأزهار وعدم اكتمال عمليتي التلقيح والإخصاب وتساقط الثمار بدرجة كبيرة، وبالتالي فان هذا الأمر احتاج الى التعويض بارواء الأراضي، مما زاد في تكلفة الانتاج، وهو ما ترك تداعيات سلبية على المزارعين. فارتفاع الادوية والاعمال الزراعية والمبيدات والمغذيات وتكلفة اليد العاملة وايجار العصر، كلها ارتفعت بمعدلات قياسية.

بدوره، أكرم الرفاعي صاحب معصرة زيتون، قال: «ان من أسباب انخفاض الانتاج هذا العام هو قلّة الامطار والجفاف الذي رافقت بدايات ومنتصف السنة الجارية، وأشار الى أن الانتاج قليل رغم أن السنة هي سنة «حمال«، وان الموسم كان من المتوقع أن يكون غزيراً، لكن رغم أن العام الفائت تميز بقلة الانتاج، الا أن العام الحالي كان أفضل، وإذا كان انتاج عام 2014 بنحو 40 في المئة من العام الذي سبقه إلا انه لهذا العام يبلغ بحسب التقديرات – نحو 45 في المئة عن العام الماضي وهذا مؤشر جيد.

وأشار الرفاعي الى ان «حركة عصر الزيتون مقبولة«، متوقعاً أن تكون أسعار الزيت للعام الجاري مرتفعة وتصل الى أكثر من 200 ألف ليرة للصفيحة الواحدة.