IMLebanon

“المستقبل” لن يستمر في جلد ذاته

future-hezbollah

 

 

 

يمضي “المستقبل” قدما في الحوار الثنائي مع “حزب الله” وموعده المقبل في 23 حزيران الجاري، وهو لا يبدو في وارد ترك الطاولة الآن رغم الفتور الذي يقابل به الشارع هذه الخطوة، فـ”التيار” وفق ما تقول مصادره لـ”المركزية”، اعتاد أن يقدم التنازلات ولو من رصيده الشعبي، خدمة للمصلحة الوطنية العليا. فالغرض من الجلوس مع “الحزب” يختصر بعنوان واحد: تخفيف الاحتقان المذهبي وقطع الطريق على أي فتنة سنية – شيعية في الداخل يتخبط في نيرانها أكثر من ميدان عربي، و”التواصل” مع الطرف الآخر ولو لمجرد الصورة، يشكّل حزام أمان يمنع، ولو في الحد الادنى، انزلاق الاختلاف بين الطرفين في مقاربة معظم الملفات الاقليمية والمحلية، الى خلاف في الشارع لا تحمد عقباه.

غير أن المصادر تؤكد أن “المستقبل” فاتح “حزب الله” في أكثر من جلسة حوارية بالكلفة الباهظة التي يدفعها من حسابه وخصوصا “السني”، جراء مد يده “للحزب”، وأبلغ ممثلوه نظراءهم في الحوار بأن “المستقبل” كان بامكانه أن يسلك طريقا أسهل وأربح فيرفض مشاركة “حزب الله” الحكومة نفسها كما يرفض محاورته ويرفع السقف في مهاجمة سلاحه ومشاركته في سوريا وغيرها من ممارساته، الامر الذي كان ليضاعف شعبية الرئيس الحريري لبنانيا واقليميا، غير أنه آثر الخطاب المعتدل وسياسة مد الجسور لقناعته بأن الحوار وحده يبني الاوطان. فالمطلوب منكم في المقابل، ملاقاتنا في منتصف الطريق وتقديم تنازلات تسهّل الحلول في القضايا العالقة وأبرزها “رئاسة الجمهورية”، على غرار ما فعلناه حيث تبنى الرئيس الحريري ترشيح رئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية، وحاور قبله رئيس تكتل “التغيير والاصلاح” النائب ميشال عون، فردّ ممثلو “الحزب” مرّة بـ”لا جواب”، ومرة أخرى أحالوا “المستقبل” الى العماد عون.

وفي حين تربط المصادر “عجز” الحزب عن اتخاذ أي خطوة ايجابية في الرئاسة وسواها من الملفات بحقيقة أن قراره ليس في يده بل في جيب الجمهورية الاسلامية الايرانية التي ترفض حتى اللحظة اطلاق قطار الحلّ اللبناني، تقول أوساط سياسية مستقلة لـ”المركزية” ان “المستقبل” لا يمكن ان يستمر في جلد ذاته الى ما لا نهاية والشارع لم يعد يجاريه في سياسة التنازلات المجانية وهذا ما ظهّرته الانتخابات البلدية. وعلى “حزب الله” قراءة هذه الرسالة جيدا، ذلك ان عدم اقدامه على أي خطوة في اتجاه “المستقبل” وتصرفه في الداخل على قاعدة “أنا الاقوى” وهو ما تظهّر مؤخرا في إحجامه عن التعليق على تفجير “فردان” ولو عبر بيان، سيصبان في صالح خيارات سنية أكثر تطرفا سياسيا، فهل يناسبه هذا الواقع محليا وسط الحصار الذي يعانيه عربيا وعالميا؟