IMLebanon

انتخابات الرهبنة: “تسوية” على تقاسم مجلس المدبّرين

 

maronites

 

 

كتبت ليا القزي في صحيفة “الأخبار”:

منذ سنوات، حصرت الرهبانية اللبنانية المارونية دورها «الوطني» بالشق الأكاديمي. «أمر الطاعة» عُمم على جميع أعضاء «المجموعة»: يُمنع تعاطي الشأن السياسي. توافق ذلك مع توجهات الكرسي الرسولي في روما، الذي أراد أن يُعلي شأن المؤسسات التربوية والمستشفيات التابعة للرهبنة.

برغم ذلك، لا تزال انتخابات «البلدية» (الإسم الذي تُعرف به هذه الرهبنة)، قبلة الرأي العام، وخاصة أنها كانت مُحرّكه.

قبل ساعات من إلتئام الهيئة الناخبة، صباح اليوم، لإنتخاب سلطة جديدة لست سنوات، يزداد المعنيون تكتماً. التاسعة صباحاً سيُقفل 320 راهباً الأبواب خلفهم لانتخاب أمين سر للمجمع العام وفاحصي قرعة. بعد ذلك، يُنتخب في المرحلة الأولى الرئيس العام، ثُم المدبر الأول، وبعدها المدبرون الثاني والثالث والرابع.

الإنتخاب ليس «حقاً» فقط لدى «رهبان الكسليك»، بل واجب ايضا. فمن بلاد الإنتشار، وصل الرهبان ليُلاقوا «الإخوة» في الوطن لكون حضور الجلسة إلزامياً وإلا فسيُحاكم الغائب. لا تختلف الطريقة كثيراً عن سائر الإستحقاقات الإنتخابية، فيكون الإقتراع سرياً داخل العازل مع منع وضع أي إشارة على الأوراق البيضاء إلا اسم «المُختار».

المُميز في انتخابات الرهبنة المارونية أنه لا وجود للترشيحات. نظرياً، من المُفترض أن يختار كل راهب «بوحي من الروح القدس» الشخص الذي يراه مناسباً. ولكن عملياً، تلجأ كل «مجموعة» إلى تشكيل «لوبي» لإيصال مرشحيها. الفاتيكان يكون عادة حاضراً في الانتخابات، عبر تكليف السفير البابوي في لبنان رعاية العملية الإنتخابية ومن بعدها تعيين زائر رسولي يكون أشبه بوصي لإدارة شؤون الرهبانية. تُجمع المصادر المُطلعة على الملف على أن الفاتيكان تراجع خطوة إلى الوراء هذه المرة، من دون أن يعني ذلك «الإعتزال»، وذلك لسببين. أولا، «لا انقسامات حادة بين الرهبان كما كان سابقاً، والوهج السياسي للرهبانية قد خفّ». والثاني أنّ روما «من حيث المبدأ لا تُمانع وصول أي من المرشحين، وخاصة الذي تتقدم أسهمه على غيره».

«المرشحون» إلى مركز الرئيس العام، خلفاً للأباتي طنوس نعمة، ثلاثة: نعمة الله الهاشم (تتردد معلومات أنه صاحب الحظوظ الأكبر)، أيوب شهوان وجان عقيقي. وإستناداً إلى المصادر «قد ينسحب شهوان أو عقيقي أحدهما للآخر لكونهما يتقاسمان الأصوات نفسها». وحاول البعض الإيحاء بأن الهاشم يُعطي للإنتخابات بُعداً سياسيا، «ما برّر اصدار النائب ميشال عون بياناً ينفي تدخله». أما بالنسبة إلى مجلس المدبرين، فتتردد أربعة أسماء: الوكيل العام للرهبانية جوزف قمر، المدير العام للرهبانية في الشمال ودول الإنتشار طوني فخري، رئيس جامعة الروح القدس السابق وعميد كلية الآداب فيها كرم رزق، ورئيس الجامعة الحالي هادي محفوظ.

لا شيء محسوماً بالنسبة إلى الأسماء، إلا أنّ المصادر تحدثت عن «توصل الرهبان إلى تسوية، بحيث يتمثل الفريقان القديم والجديد». أما بالنسبة للرئيس المُنتخب، «فيكون حيادياً يُكمل مسيرة تطوير المؤسسات الأكاديمية (كجامعة الكسليك)».