IMLebanon

ما علاقة واشنطن بإنسحاب “حزب الله” من الحدود الشرقية؟

تتكشف يوماً بعد يوم حقيقة مرامي سحب حزب الله عناصره من سلسلة الجبال الشرقية، وتحديدا الفاصلة بين الحدود اللبنانية والسورية. وتفيد المعلومات المستقاة من مصادر معنية الوكالة “المركزية”، انّ الحزب اراد من خلال هذه الخطوة الرد على الادارة الاميركية الجديدة وتحركها الهادف الى تضييق الخناق عليه ماليا وعسكريا وذلك من ضمن خطة لتجفيف مصادره تمويله تمهيدا لعزله وانهائه.

وتوضح المصادر انّ تسليم الحزب مواقعه العسكرية الحدودية للجيش اللبناني كانت خطوة مدروسة تماما، فهي جاءت استباقا للمشاريع والاقتراحات الاميركية المقدمة الى الكونغرس حول توسيع اطار الحزبيين المشمولين بالعقوبات من عناصره الى المتعاونين معه والداعمين له من جهة، ومن اجل رمي قرار ومسؤولية امن الحدود الشرقية على القوى العسكرية اللبنانية التي بحسب المعلومات سارعت الى تدعيم وتدشيم المراكز والمواقع التي تسلمتها وانتقلت من مهمة الدفاع عنها الى الهجوم، مستبقة كل تحرك لعناصر “داعش” والجماعات التكفيرية الموجودة في المنطقة، لتأكيد قدرتها على الامساك بزمام الامن في البلاد وبسط سلطة الدولة على كامل ترابها مرفقة ذلك بحملة اعلامية تظهر هذه القدرة بوضوح لأهل الداخل والخارج وللمشككين في امكانية دفاع لبنان عن ارضه وحدوده.

وتضيف المصادر: اما قرار الحزب بالانسحاب من سوريا، فمتخذ منذ فترة وينتظر التوقيت والظروف المناسبة، بحيث يأتي اما من ضمن الرد على مواقف اقليمية ودولية، او مقابل تقاضيه اثمانا سياسية وفي رأيه ان من كان له دور في زمن الحرب لا يجوز الا يحصد نتائجه في زمن السلم تحت عنوان اعادة الاعمار وكلفة مالية تقارب الالف مليار دولار، وانّ الوصول الى ذلك في رأي قادة الحزب ممكن من خلال النظام السوري نفسه والجمهورية الاسلامية الايرانية وحتى لبنان الرسمي ايضا الذي في رأي الحزب لا بد وان يسلّم بمكاسب واثمان للمكون الشيعي الذي قدم التضحيات والشهداء من اجل الدفاع عن لبنان وحدوده جنوبا وشرقا وحال دون وصول التكفيريين الى العديد من مناطقه الداخلية.

وتختم المصادر انّ حزب الله يتطلع الى عودته النهائية والكاملة من سوريا، لكنه لن يقدم على ذلك قبل بلورة الاتفاق الاميركي والاممي مع روسيا وتحديدا بالنسبة الى السيطرة على الارض سواء مباشرة او بالواسطة، ايّ عبر النظام والمكونات السورية المؤيدة له خصوصا بعد عودة الادارة الاميركية الجديدة الى تفعيل وجودها وتدخلها في المنطقة سواء من خلال البوابة الخليجية او السورية.