من يَمُر بالقرب من ساحة الشهداء في وسط العاصمة بيروت يشعر وكأن أيام أزمات الحرب الأهلية قد عادت من جديد، فالمشهد الذي يحيط بتلك الساحة الشهيرة مخيف وموحش، حشائش يابسة تغطي الأرض وتحجب جمال الساحة من دون أن ننسى النفايات المرمية من عبوات بلاستيكية ومحارم وأوراق وغيرها في مشهد يشبه الغابة المتروكة.
هذا المشهد المقزز لا يليق بوسط عاصمة يُقدّر سعر المتر المربع الواحد فيها بحوالي الـ15 ألف دولار، أهذا مشهدُ ساحة لوسط عاصمة؟ من المسؤول عن الإعتناء بتلك الساحة وتنظيفها ولماذا تواجه هذا الإهمال؟
محافظ بيروت يكشف الاجراءات الجديدة
محافظ بيروت زياد شبيب يؤكّد في اتصال مع IMLebanon أنه “بدءا من هذا الأسبوع ستبدأ البلدية بمعالجة الموضوع وستقوم بتنظيف الساحة”، مشيرا الى انه “إذ قمنا بتحضير تصميم لتجميل الساحة وتنظيفها وسنبدأ بتنفيذ المشروع ومن المفروض أن ننتهي من العمل بها نهاية هذا الأسبوع”.
شبيب يرى ان “الاهتمام بساحة الشهداء هي من صلاحيات البلدية، والمحافظ هو رئيس السلطة التنفيذية في البلدية، فالتمويل يقرره المجلس البلدي والتنفيذ يتم من قبل دائرة الحدائق تحت رئاسة وإشراف المحافظ”.
أما عن سبب إهمال الساحة لكل هذا الوقت، فيشرح شبيب أن “ساحة الشهداء تقع ضمن نطاق “سوليدير”، وكل الاملاك العامة التابعة للبلدية على “سوليدير” أن ترتبها وتنظمها وتعيد إعمارها، وهناك مشروع إعادة إعمار لكل المنطقة لم يُنفذ بعد وعملية الانتقال والتسلم والتسليم بين “سوليدير” و”الانماء والاعمار” والبلدية لم ينته بعد، لذلك قانونيا لا تزال مسؤولية الإهتمام بساحة الشهداء من ضمن مسؤولية “سوليدير” ولكن البلدية لا يمكنها ان تترك الوضع كما هو عليه وعليها ان تتصرف من باب المسؤولية، وهذا الذي سيحصل، فالحديقة ستنظف وتجمّل وسيتم الإعتناء بمحيط تمثال الشهداء بشكل جيد”.
مشاريع عدّة وإستحداث أكثر من حديقة
من جهته، يؤكد عضو بلدية بيروت ورئيس لجنة الحدائق غابي فرنيني في حديث لـIMlebanon أن “البلدية أطلقت استحداث الوسطيات في كل المدينة وستبدأ العمل في 8 وسطيات وساحة الشهداء ستكون من ضمن المشاريع التي ستقوم بترتيبها وتنظيفها، وهناك أكثر من حديقة طور التحديث مثل حديقة مار نقولا وحديقة السيوفي وحديقة اليسوعية في الأشرفية وحديقة البسطة، ولكن في ما يتعلق بمسألة ساحة الشهداء فمبدئيا من اليوم حتى أسبوع كأقصى حد ستكون للساحة حلّة جديدة، وسنقوم بتنظيفها من الحشائش اليابسة ونضع نظام ري لها”.
ويشدّد فرنيني على أن “هذه الساحة مهمة جدا ومن غير المقبول ان تبقى كما هي اليوم خصوصا انها في وسط بيروت وتمثل واجهة بيروت”.
من المتوقع إذا أن تفصلنا أيام قليلة عن إعادة ترتيب تلك الساحة وتنظيفها وإن غدًا لناظره قريب!