IMLebanon

ميسا قرعة… اللبنانية التي خدّرت جمهورها!

كتبت رنا أسطيح في صحيفة “الجمهورية”:

يتباهى الغرب بأديل وسيلين ديون وماريا كاري وكريستينا أغيليرا وويتني هيوستن ولائحة تبدأ ولا تنتهي من النجمات صاحبات الخامات الصوتية الاستثنائية اللواتي قدّمن أصواتهن بقوالب موسيقية مختلفة وضمن أغنيات صمدت لسنوات، ولكن مهلاً يبدو أنّ هذه اللائحة ستتّسع لاسم جديد قادم هذه المرّة من لبنان، مع فنانة صاحبة مقدرة صوتية كبيرة تجلّت في الاغنيات الأوبرالية الكلاسيكية كما في اغنيات الـ POP والـ ROCK المعاصرة وفي الشرقي والغربي والموسيقى العالمية، واستطاعت في سنوات قليلة أن تقدّم حفلاتٍ على مسارح عدّة حول العالم وبأكثر من 10 لغات، وتؤدّي أغنيةً (White Rabbit) ترشحت لجائزة Grammy العالمية في فيلم (American Hustle) ترشّح بدوره لعشر جوائز أوسكار، وأن تسجّل اسمها كأصغر مغنية عربية تدخل هوليوود، وبعدها كأوّل فنانة من الشرق الأوسط تعيد تقديم أغنية (Comfortably Numb) لفرقة Pink Floyd الشهيرة ممزوجةً بكلام عربي وألحان شرقية وبموافقة Roger Waters و David Gilmour نفسَيهما!

كل هذا والانجازات ما زالت في بداياتها وميسا قرعة إسمٌ سيتذكّره اللبنانيون والعالم إن استمرّت السوبرانو الأميركية-اللبنانية على هذا النهج وبنفس الشغف الذي تضخّه في كل أغنية وكلمة ولحن.

الخميس الماضي التقاها الجمهور اللبناني ضمن مهرجانات زوق مكايل الدولية، حيث مدّت بصوتها جسوراً وصلت الشرق بالغرب لتنقل مستمعيها إلى عالم آخر مغزول بالجمال والفرادة مع صوت أقل ما يُقال فيه إنه مدهش بقدرته على التنقّل بين الهمس وأعلى النوتات بطواعية خطيرة تسحر السامع وكأنه أسيرُ حقلٍ مغناطسيّ جاذب لا يستطيع مقاومته، ولا يسعه سوى الاستسلام له مخدّراً الحواس طواعيةً.

من الكونسرفتوار إلى بوسطن

ميسا قرعة التي بدأت مشوارها الاكاديمي في الكونسرفتوار الوطني غادرت لبنان عام 2006 إلى الولايات المتحدة لتندرج ضمن جامعة Berklee College of Music المرموقة في بوسطن، وتنطلق ضمن درب نجاح تصاعدي سيجمعها بأهمّ المغنين والمنتجين الموسيقيين في الغرب، وأشهر العازفين الذين وافاها بعضهم إلى حفلها الأخير في الزوق ومنهم Carmine Rojas ،Scott Page، وmarcus nand.

المشهد «بيكبّر القلب»

في الحفل الساحر الذي كان حديث الصحافة والجمهور الحاضر أطلقت السوبرانو الأميركية-اللبنانية أغنيات ألبومها الجديدSimple Cure للمرة الأولى. وتقول في حديث خاص لـ «الجمهورية» «أردتُ أن تنطلق أغنيات ألبومي من بيروت والشعور بتفاعل الجمهور الحيّ كان لا يوصف، فرغم أنهم كانوا يسمعون الأغنيات للمرة الأولى إلّا أنّ المشهد كان «بيكبّر القلب» وقد سعدت لاحقاً بالتعليقات التي وصلتني عبر السوشال ميديا حيث كان الجمهور يسمّي الأغنيات التي حفظها وأعجبته ولا أعتقد انه يمكن لأيّ فنان أن يطلب أكثر من ذلك».

مزيج ما بين الحواس

ميسا قرعا عنونت حفلها في الزوق بـ» تذوّق الكلمات، رؤية الصوت، وسماع الالوان»، في تجربة أرادت من خلالها دمج الحواس لتنجح بحجز تذكرة طيران مباشرة لكل الجالسين على كراسيهم في المدرّج الروماني العتيق ليحلّقوا مع صوتهم نحو عالم خاص استطاعت أن تخلقه بمزيجٍ موسيقيّ فريد.

في هذا الإطار تقول: «هذا ما أسعى له من خلال الموسيقى التي أقدّمها. يسألونني كثيراً عن النمط الموسيقي المحدّد الذي أتّبعه أما أنا فلا يهمني أن اضع نفسي في علبة وأضع تصنيفات للموسيقى التي أقدّمها. لقد اختبرت اساليب موسيقية مختلفة وتأثيرات من شخصيات فنّية وتيارات كثيرة لدرجة أنني لا استطيع أن أصنّف نفسي. ولكنني أختصر الأمر بالقول إنّ هويّتي هي ما يحرّكني ويحرّك جمهوري، لأنني أسعى دوماً لنقل الجمهور إلى عالمي الخاص» .

جولة عالمية

وعما إذا كانت مهرجانات زوق مكايل ستفتح لها بوّابةً على المهرجانات الأخرى في لبنان، تقول: «لقد آمن بي القيّمون على المهرجان وشاركوني رؤيتي الفنّية وأنا أشكرهم كثيراً على ذلك وفي حال التقيتُ لاحقاً بجهات تدعوني للمشاركة بما يتوافق مع رؤيتي الفنّية فأنا لن أقصّر بل على العكس ساكون متحمِّسةً جداً».

ميسا التي تواصل جولتها العالمية في سلسلة حفلات مستمرّة، تكشف أنّ العمل على ألبومها Simple Cure «استغرق وقتاً طويلاً وقد كتبتُه ولحّنتُه وتعاونتُ فيه مع فنانين مهمين جداً في أميركا ونعمل على إطلاقه قريباً بالتزامن مع جولة عالمية أخرى إنشاء الله».

علاج للروح

وعن سبب اختيار Simple Cure (علاج بسيط) عنواناً للألبوم تشرح: «الأغنية تقول إذا العالم انتهى وكل شيء تهدّم ولو مهما حصل، علاج أرواحنا هو ما نختاره بيننا وبين أنفسنا هو قرارنا الواعي بترك هذا الأمر أو ذاك يؤثر فينا ويدخل قلبنا وعقلنا أو لا، نحن مَن نقرّر ماذا يؤثّر بنا وما هو علاجنا سواءٌ أكانت الموسيقى أو الفن أو الطاقة الإيجابية، هكذا نتداوى وهكذا نتعلّم أن نحبّ».

الفنانة الشابة التي لطالما اعتبرت أنّ أغنيتها الخاصة Call me a Stranger من أكثر الأعمال التي تعبّر عنها تعترف: «أشعر دائماً أنني مزيج بين عالمين مختلفين تماماً لأنني ببساطة لم أندمج بالغرب بشكل يقطعني عن جذوري العربية واخترت ألّا أتخلّى عن هذه الجذور.

هناك اشخاص يهاجرون ويصبح لديهم انفصالٌ عن عالمهم الأوّل ليندمجوا تماماً في العالم الثاني أما أنا فاخترتُ أن أبقى ما بين الاثنين ولو كنت أشعر احياناً أنني ممزّقة ولكنني أعرف في المقابل أنّ بيتي هو حيث يسكن قلبي وحيث يتواجد الاشخاص الذين أحبّهم ويحبونني».

وعن طموحاتها وأحلامها تقول: «طموحي أن استمرّ بفعل ما أفعله اليوم وأن أشعر دوماً بهذه الطاقة التي استمدّها من الناس وأن ابقى على تواصل مع لبنان، فأنا سعيدة بأنّ بلدي يفرح لي ويشجّعني ولا حلم لديّ سوى أن أغنّي وأغنّي وأغنّي وأخبر حكاياتٍ عن كلّ الأمور التي تلامس عقلي وقلبي».