IMLebanon

عمليات التنحيف ليست لعبة… فأيُّ نوعٍ يناسبكم؟

كتبت جنى جبّور في “الجمهورية”:

عوارض لا متناهية يشكو منها بعضٌ من الذين خضعوا لعمليات معالجة مشكلة البدانة المفرَطة. فبين عدم خسارة الوزن أو استعادته بعد فترة، وبين المضاعفات السلبية التي قد توصل المريض الى الموت، اكتسبت هذه الجراحةُ سمعةً سيّئة. فمَن يتحمّل مسؤولية هذه العوارض، الطبيب أو المريض؟ وأيُّ نوع من هذه الجراحات تناسب حالة كل شخص؟تطوّرت عمليات تصغير المعدة بشكل كبير وتعدّدت أنواعُها. ففي حين انخفضت نسبةُ اللجوء الى عمليات طوي المعدة أو وضع حلقة فيها، زاد الطلب عالمياً على عمليات تصغير المعدة والتي تُعرف بالـ«sleeve gastric» وعملية تحويل المعدة أو الـ«bypass».

فما الفارق بين هذه الجراحات وكيف يقرّر المريض أيَّ نوعٍ يلائمه؟ في هذا السياق، كان لـ«الجمهورية» حديث خاص مع الاستاذ المشارك (associate professor) الدكتور منصور الخوري، الاختصاصي في الجراحة العامة وجراحة المنظار في مستشفى القديس جاورجيوس الجامعي الذي استهلّ حديثه قائلاً: «المرشحون لهذا النوع من العمليات هم الأشخاص الذين يعانون من وزن زائد، أي عندما يتخطّى مؤشر البدانة عندهم (BMI) الـ«35».

أيُّ نوعٍ يناسبكم؟

يختلف اختيارُ نوع العملية بحسب حال المريض واذا كان يعاني من امراض مزمنة مثل الضغط والسكري. ويوضح د. الخوري أنّ «الاشخاص الذين يعانون من فرط في البدانة والذين يتناولون الحلويات بكميات كبيرة، ويعانون من السكري، تناسبهم عملية تحويل المعدة.

بينما تناسب عملية تصغير المعدة «sleeve» الاشخاص الذين يتناولون كمية أكل كبيرة وليس الحلويات. من المهم أن يعلم مريض السكري أنّ عملية تحويل المعدة قد تشفيه من السكري، بينما تقلّ هذه الإمكانية في عملية تصغير المعدة (sleeve).

أمّا بالنسبة لدلالات مؤشر البدانة (BMI) فهي على الشكل الآتي:

  • بين 18 و 25: وزن مثالي
  • أقل من 18: تحت الوزن
  • أكثر من 25 الى الـ30: فوق الوزن
  • أكثر من 30: بدانة
  • أكثر من 35: بدانة مفرطة

فشلُ العملية

تحمل هذه العمليات سمعةً سيّئة بعض الشيء ان كانت من ناحية فشلها، أو مضاعفاتها أو عدم خسارة الوزن. فما هي أسباب ذلك؟ يشرح د. الخوري أنّ «احد اسباب الفشل هو عدم اختيار نوع العملية المناسبة للمريض. كذلك يصرّ بعض المرضى الذين يتناولون الحلويات اللجوء الى عملية الـ» sleeve» بدل تحويل المعدة لاسيما أنها تستدعي تناول الفيتامينات والكالسيوم والحديد مدى الحياة، عكس الـ «sleeve».

اضافةً الى أسباب اخرى كعدم التزام المريض بالتوصيات والإرشادات الغذائية، فيفشل في المحافظة على الوزن الذي خسره بعد العملية، واتّباعه لنمط حياة غير صحّي، كالاكل في فترة المساء، وعدم ممارسة الرياضة بعد مرور شهر من العملية.

كما يسبب الفشل، عدم القيام بالفحوصات الطبية اللازمة التي تكشف إذا كان المريض مرشَّحاً للعملية أو لا، ويمكن أن يقع المريض في خانة الاشخاص الذين تفشل عندهم العملية بسبب إصابته بأمراض الغدد أو مشكلات أكياس المبيض عند النساء.

كذلك، تفشل العملية عند الذين خضعوا سابقاً لعملية تصغير المعدة مهما كان نوعها، وهنا لا نعلم بعد لماذا لا تنجح العملية الثانية عند الغالبية، والدراساتُ قائمة لمعرفة السبب وراء هذا الموضوع».

خطرُ الموت

من واجب الاختصاصي أن يشرح للمريض كل التفاصيل الطبّية التي تتعلّق بعملية التنحيف، لاسيما أنّ هذا النوع من الجراحة ليس سهلاً ويحمل المضاعفات الجدّية التي قد تسبّب الموت.

ويشير د. الخوري الى أنّ «في 30 في المئة من حالات الـ»sleeve»، يعاود المريض اكتساب الوزن بعد 3 الى 5 سنوات من إجرائها، أمّا في عملية تحويل المعدة ففي 10 الى 15 في المئة من الحالات يعاودون أيضاً اكتساب الوزن بعد الفترة نفسها. تتميّز عملية تحويل المعدة بالحاجة الى المتابعة الدقيقة من المريض، الذي يتوجّب عليه القيام بالفحوصات اللازمة كل 6 أشهر على مدى سنيتن والّا سبّب لنفسه الكثير من المشكلات الطبّية التي قد تدخله الى المستشفى.

ويراوح خطرُ الموت جراء العملية بين الـ0.3 و 0.5 في المئة، جرّاء المضاعفات التي قد تصيب المريض كالتعرّض للنزف، وعدم تحمّل جسمه للعملية، أو عدم التمكّن من الاستيقاظ بعد التخدير أو عدم التمكّن من نزع المريض عن التنفس الاصطناعي لاسيما أننا نتحدّث عن اوزان قد تتخطّى الـ200 كيلوغرام».

الوزن الذي يجب خسارته؟

في 4 في المئة من الحالات، لا يخسر المرضى الوزن بعد العملية، وفي بعض الاحيان يكون نتيجة الاسباب التي ذكرناها آنفاً أو حتّى بسبب اهمال المريض الارشادات الطبّية. فما هو الوزن الصحّي

الذي يجب أن يخسره المريض بعد العملية. بحسب د. الخوري «من المهم أن نوضح أنّ هدف الجراح أن يساعد المريض في خسارة الوزن، ولكن على المريض المحافظة على وزنه.

ومن المهم أن يعلم الجميع أنّه حتى الآن لا نعرف في بعض الاحيان سبب فشل العملية. وبشكل عام، يجب أن يخسر المريض 60 في المئة من وزنه خلال 6 اشهر الى سنة في عملية الـ»sleeve»، وبين 6 أشهر الى سنتين في عملية تحويل المعدة «bypass»، على أن يصبح الوزن ثابتاً بعد هذه المدة، مع التزام المريض بفترات الاكل ونوعيته وكميته وممارسة الرياضة، كي لا يعيد اكتساب الوزن، لا بل يمكن أن يصبح وزنه أكثر من ما كان عليه قبل العملية».

العملية ليست لعبة

تتطلب عمليات التنحيف على انواعها التزام كامل من المريض، واختصاصي ملائم وكفوء، يكون قد تدرّب وخضع للتجارب والتمارين اللازمة لأكثر من سنتين في مركز مخصّص ومجهّز لهذه العمليات، لا سيما أنّ المضاعفات قد تكون خطيرة جدّاً ما يستوجب أن يعلم الجرّاح كيفية إدارتها في حال حصلت. واختتم د. الخوري حديثه مؤكِّداً أنّ «العملية هي الخيار الأخير أمام الشخص، لأنها تحمل ولو بنسبة بسيطة احتمالَ الموت.

لذلك عندما يستنفذ المريض جميع الخطط لتنحيف نفسه عندها نفكر بالعملية. وأنصح الاشخاص الذين قد خضعوا لهذه العملية الانتباه دائماً الى حياتهم الصحية، لاسيما أنّ القيام بعملية تنحيف ثانية لا تحقّق غالباً النتائج المرجوّة وتكون مخاطر مضاعفاتها مرتفعة أكثر بكثير من الجراحة الاولى».