IMLebanon

تحقيق IMLebanon: سوق نيو – جديدة شبه مقفل بسبب احتفال ميلادي!

لم يصدّق اللبنانيون أنه يمكن لأي عاقل أن يتخذ قرار إقفال الطريق الأساسية لسوق الجديدة التجارية في شهر الأعياد. فبعد بيان صغير لم يصل إلى الناس، فوجئ اللبنانيون عموماً، وأهالي الجديدة ورواد سوقها التجاري خصوصا بقرار البلدية إقفال قسم كبير من طريق سوق الجديدة التجارية، من جانب مبنى البلدية باتجاه سوق نيو جديدة.

ماذا يجري في الجديدة؟

مصادر من الجهة المنظمة المتعاقدة مع البلدية تشرح ما يجري كالآتي: “قدمنا مشروعاً نموذجياً للبلدية من أجل إحياء مناسبة شهر الأعياد ما يساهم في الترويج للسياحة والتجارة ضمن نطاق بلدية الجديدة ويخدم التجار في سوق الجديدة التجارية تحديداً. ووافقت البلدية على المشروع وبدأنا التنفيذ. المشروع ينقسم الى أجزاء عدة ومنها احتفال موسيقي ضخم مساء الجمعة يحييه 30 عازفاً على ارتفاع 20 متراً فوق ساحة الجديدة، في مشهد يُقام للمرة الأولى في لبنان. كما يتضمّن المشروع Parade تجمع أكثر من 100 شخصية فنية ستجول في سوق الجديدة ونيو جديدة، إضافة الى Food court سيقام في موقف السيارات المقابل لمبنى البلدية. وكل ذلك يأتي في إطار الترويج السياحي للمنطقة ويساهم في جذب السواح والمتسوقين من كل لبنان، إضافة الى الزينة الميلادية التي تنفذها البلدية كل سنة وتُعتبر من الأجمل في لبنان والتي سيتم افتتاحها مساء الجمعهة أيضا. وكل هذا الاحتفال سيتم نقله مباشرة عبر التلفزيون.”

في المقابل فإن ثمة اعتراضات كبرى على ما يجري، وخصوصا من جانب التجار وأصحاب المحلات والمكاتب والعيادات في المنطقة الذين يعتبرون أن ما يجري منذ مساء الخميس 7 كانون الأول غير مقبول على الإطلاق، إذا تم إقفال الطريق الأساسية للسوق ما أدى الى تعطيل مصالح كل التجار وأصحاب المحلات والمكاتب التجارية والعيادات في المنطقة، إضافة الى التسبب بزحمة سير خانقة!

 

وتحدث أصحاب محلات لموقع IMLebanon مفضلين عدم ذكر أسمائهم لعدم التعرّض للمضايقة لاحقاً من البلدية. عدد من المحلات أقفل أبوابه اعتباراً من الساعة 11 قبل ظهر الجمعة، ويقول أحد أصحاب هذه المحلات: “ولم نفتح طالما أقفلوا الطرقات بوجهنا. لن يأتِ أي زبون اليوم تماما كما حصل مساء الأمس. خربولنا شغلنا. لا أعرف لماذا لم ينظموا الاحتفال لجهة مدرسة الحكمة حيث لا ضغط تجارياً على الإطلاق والشوارع رحبة ولماذا أصروا على أن يقفلوا الطرقات هنا. نأمل ألا يطول الأمر لأن الوضع غير مقبول”.

وتعلق آنسة تعمل في أحد المحلات: “منذ عصر الخميس لم يدخل أي زبون إلى المحل، وهذا الأمر لم يحصل منذ بدء عملي هنا قبل 3 سنوات. بالفعل الأمر كارثي”.

أحد التجار يصرخ: “ما همنا أن تستعرض البلدية وأن ندخل في تنافس بين رؤساء بلديات ساحل المتن خصوصاً أننا على أبواب انتخابات نيابية؟ وهل المطلوب أن يستعرض رئيس البلدية هنا أمام شاشات التلفزيون في حين أنه أضرّ بالتجار وبالحركة؟ لا نريد وعوداً بأن ما يحصل سيزيد الحركة لأن كل هذه الوعود كاذبة. أقصى طموحنا أن نعمل كل يوم بيومه، وأي يوم من الخسائر لا يمكننا تعويضه في ظل الظروف التي يعيشها البلد”.

وروى أخصائي تغذية وطبيب أسنان ومحام لموقع IMLebanon أنهم اضطروا إلى إلغاء كل مواعيدهم الجمعة بسبب إقفال الطرقات ما جعل من شبه المستحيل لأحد أن يصل الى عياداتهم ومكاتبهم. وعلّق المحامي قائلاً: “كان على الأقل على البلدية أن تؤمن مواقف بديلة للمواطنين ليتمكنوا من إيقاف سياراتهم والسير الى الشارع المقفل عوض أن تترك الناس في حيرة ماذا يفعلون وأين يركنون سياراتهم”.

في الخلاصة، وفي حين تصرّ البلدية على أن ما تقوم به مفيد جداً، تصرّ أكثرية المواطنين الذين التقيناهم على أنهم غير معنيين وأن الأمر لا يعدو كونه استعراضات شخصية هدفها الترويج الشخصي لا أكثر ولا اقل.