IMLebanon

تقرير IMLebanon: حتى ممارسة الرياضة أصبحت مكلفة في لبنان!

يمكن اعتبار المجتمع اللبناني محبّاً للرياضة، ولا يقتصر شغفهم على متابعات المباريات عبر شاشات التلفزة، بل يدأب الاصدقاء بين الحين والآخر واحيانا بشكل اسبوعي، على ممارسة هواياتهم وشغفهم بالرياضة.

إلا انّ ممارسة الرياضة في لبنان اصبحت مكلفة… نعم الى هذا الحدّ! تزداد موضة الملاعب التجارية التي اصبحت تنتشر بكثافة في العاصمة وضواحيها، إذ بات يمكن القول انّ البحث عن الملاعب المجانية هو بـ “السراج والفتيلة”. تكاد تخلو العديد من المناطق من الملاعب المجانية التي تخوّل ابنائها ممارسة الرياضة من دون تكلفة. وتزداد الامور صعوبة في المناطق البعيدة حيث يبرز شحّ كبير في الملاعب الرياضية.

موقع IMLebanon جال على العديد من النوادي الرياضية، وسجّل على سبيل المثال انّ تكلفة حجز نصف ملعب في كرة السلة (Halfcourt) لمدة ساعة تتراوح بين 50 ألف ليرة لبنانية و70 الف ليرة لبنانية، بينا حجز ملعب بكامله (full court) يتراوح بين 120 و180 ألف ليرة لبنانية. اما حجز ملعب كرة قدم فيتراوح بين الـ 150 الف ليرة لبنانية و250 ألفاً لمدة ساعة ونصف.

لا مشكلة في الامر من الناحية النظرية، إذ يحق لمن يريد ويملك القدرة المالية، بالتوجه نحو الملاعب غير المجانية، ويحق ايضا لاصحاب النوادي الرياضية الدخول في هذا النوع من الإستثمارات طالما انّ هناك فراغ يمكن ملؤه. لكن ما لا يمكن فهمه، هو تقاعس الدولة والجهات المعنية لا سيما البلديات منها عن تأمين ملاعب مجانية للطبقات الفقيرة والكادحة. فيكاد تخلو العديد من المناطق من الملاعب المجانية التي هي متوافرة بشكل كبير في معظم الدول، والتي تُعرف بالملاعب العامة أو Public Playgrounds، والتي تخوّل الجميع ممارسة الرياضة من دون تكبّد اي فلس.

بينما في لبنان، تكاد تكون ممارسة بعض الرياضات اشبه بمستحيل كالتنس لان التكلفة مرتفعة جداً، فضلا عن رياضات اخرى كالتزلج وغيرها، حتى بات هناك قول شائع انّ دخول عالم الإحتراف ببعض الرياضات في لبنان اصبح للأغنياء فقط.

ومعلوم انّ العديد من النجوم الكبار في عالم الرياضة حول العالم بدأوا مسيرتهم في ممارسة الرياضة في الشوارع او بالملاعب العامة قبل ان ينتقلوا الى اندية كبيرة. ولا يمكن هنا سوى الدلالة الى العديد من نجوم كرة السلة في الولايات المتحدة او نجوم كرة القدم في البرازيل.

يُسجّل في بعض المناطق وجود ملاعب عامة لكنها نادرة وإن وجدت لا تكون مهيأة كما يجب لإستقبال محبي الرياضة. لذلك، واجبٌ على البلديات ايضا تحمّل مسؤولياتها بشكل أكبر وبناء الملاعب العامة كي تحتضن الشباب خصوصاً اولئك غير القادرين على دفع الاموال وتحديدا الصغار منهم. وعدم تحويل الملاعب العامة المتبقية الى “مواقف للسيارات” تزيد من تحويل مدننا الى سجن كبير في ظل عدم إكتراث حكومي.