IMLebanon

تقرير IMlebanon: بالأرقام.. هذا ما عليك دفعه لممارسة الرياضة في لبنان!

لمن يظنّ ان الرياضة ملك لجميع اللبنانيين من فقراء وأغنياء وأن ممارستها متاحة لكل الفئات فعليه أن يعيد حساباته. باستثناء الركض وبعض الحركات الرياضية في المنزل او على الشاطئ أو في الحدائق العامة، فإن التمتع بشغف رياضي ما أمسى حكراً على فئة معينة فقط لا غير.

ومع اهمية الرياضة وممارستها لحياة صحية، كيف يمكن تشجيع اللبنانيين على ممارسة الرياضة إذا كانت تقريبا كل انواعها تكلف مبالغَ لا يستهان بها؟ اذ ان هناك اندية وانواع مختلفة من الرياضة اصبح من شبه المستحيل على المواطن العادي ممارستها، وإذا فقد هو الأمل، فهو غير قادر على إعطاء الأمل لأولاده باختيار رياضة يحبونها ليبرعوا فيها، وهكذا تصبح الرياضة في لبنان للميسورين فقط.
فالألعاب الفردية، منها القتالية والرماية وركوب الخيل وكرة الطاولة وكرة المضرب والتزلج، تتطلب مبالغ هائلة من الأموال وذلك فقط إذا اردنا ممارستها للتسلية فقط، فكيف إذا اردنا احترافها وتطوير انفسنا؟
في المقابل، فإن الألعاب الجماعية ككرة القدم وكرة السّلة وكرة الطائرة وغيرها لا تكلف الكثير من اجل تأمين المعدات اللازمة، ولكن من أجل اتقانها فلا مفر من التعاقد مع ناد للهواة الذي يؤمن المكان والمساحة المخصصة للمارسة تلك الرياضة للوقت المطلوب ما يتطلب تأمين المال اللازم لممارسة الرياضة او الإكتفاء بالرياضة المنزلية.

IMlebanon تحدث مع عدد من الهواة والمحترفين الرياضيين في مختلف الألعاب الرياضية وسألهم رأيهم بهذه “المعضلة الرياضية”:
كرة القدم وكرة السّلة لعبة الفقراء.. ولكن

الألعاب الجماعية لا تكلف الكثير خصوصا لعبة كرة القدم فهي لعبة الفقراء بحيث يمكن للاعب ان يعلب بأي كرة كانت، يقول مدرب كرة القدم للناشئين كارل بو انطون.
ويضيف انه “يمكن للأولاد ان يتمرنوا بأي حذاء كان، وممارسة تلك الرياضة على الطرقات وفي الشوارع الضيقة، وهم غير مجبرين على شراء اي لباس خاص او معدات خاصة كالرياضات الاخرى، وسعر كرة القدم سعرها 10 آلاف ليرة”.
أما كرة السّلة، فهي شبيهة بكرة القدم، بحسب  ما يقول اللاعب الهاوي جاك يوسف، “فيمكننا احتراف تلك الرياضة من دون اي كلفة باهظة ومرتفعة ولكن المشلكة تكمن في ان اللاعب لا يمكنه تطوير اداءه من دون اللعب في ملعب ذات مواصفات عالية”.
الأمور تختلف بين الهواة واللاعبين الصغار الذي يطمحون بالاحتراف، وهنا يتفق بو انطون ويوسف على أنه “صحيح ان كرة القدم وكرة السلة هي لعبة الفقراء ولا تكلف كثيرا من ناحية المعدات او اللباس، ولكن لا يمكن للاعب الهاوي ان يلعب في اي مكان، وهو مجبر على استئجار ملعب خاص وهنا الكلفة تتراوح ما بين 90 ألف ليرة والـ150 ألف ليرة للساعة الواحدة وذلك حسب نوعية الارض، مع العلم ان تلك القيمة مقسمة على عدد اللاعبين لان الرياضتين جماعيتين”.
أما بالنسبة للاعبين الصغار الطامحين بالنجومية، ففي بادئ الأمر يتكفل الأهل بإشراك اولادهم في الاندية الخاصة ودفع حصص التدريبية لهم، ولكن مع تطور اللاعب وتقدمه يقوم النادي بضمه الى الفريق وهنا يتوقف عن دفع الحصص التدريبة ويبدأ مشاوره الى الاحتراف.

 

التزلج رياضة الاغنياء

وتزامنا مع فصل الشتاء وبداية موسم التزلج، اهم رياضة فردية التزلج. ويوضح اللاعب والمراقب دانيال عشّي أن “الأسعار لممارسة تلك الرياضة لا ترحم ومكلفة جدا، تبدأ بشراء اللباس الخاص لتحمل الحرارة المنخفضة اثناء التزلج مرورا بالحذاء والقفازات والخوذة وصولا الى المعدات كالمزلج ولوح التزلج وغيرها”.

ويضيف عشّي ان “سعر اللباس الجيد لا يقل سعره عن 150 دولارا، أما ألواح التزلج فتختلف أسعارها وذلك بحسب النوعية ولكن لا تحلم بشراء لوح تزلج جيد بأقل من 400 أو 600 دولار، وهذا قبل ان يبدأ الهاوي تعلم بتلك الرياضة، فكي يتعلمها عليه ان يدفع تقريبا بين ما الـ20 و50 دولارا من اجل الحصة التدريبية الواحدة، خصوصا أن رياضة التزلج صعبة جدا وتتطلب عددا كبيرا من الحصص التدريبة وأحيانا عدة مواسم”.

ويشدد على ان “تلك الرياضة ليست بمزحة فالمنحدرات قوية وخطيرة جدا وسرعة المتزلج تصل الى 120 كلم/س فـ”ممنوع الغلط”.

أما بالنسبة للمواطن العادي، فيقول عشّي: “التزلج هي رياضة الأغنياء، فمن يحترفها يملك المعدات اللازمة، أما المواطن العادي فينتظر فضل الشتاء لممارستها والفرق بين الاثنين هو أن المواطن الذي يهوى التزلج يدفع ايجار اللباس والمعدات، وتصل الى 100 دولار لليوم الواحد، من دون ان ننسى بعض الحصص التدريبية لكي يتزلح لوحده”.
وفي ما يخص، رياضة الـ Ski-Doo فـ”الدقيقة الواحدة بدولارين، ولكي تشعر بالأدرينالين والتشويق والحماس فـ15 دقيقة ليست كافية على الإطلاق، لذلك عليك استئجار الـSki-Doo لمدة ساعة تقريبا وبعملية حسابية بسيطة 2 دولار × 60 دقيقة = 120 دولارا، وكل ذلك من دون احتساب تكاليف الاكل والشرب والبنزين”.

الـMMA.. كلفة لا يستهان بها

أما بالنسبة لرياضة الفنون القتالية المختلطة، أو الـMMA، فيؤكد اللاعب والمدرب أنطوني فارس انه “على اللاعب في البداية تخصيص مبلغ 200 ألف ليرة لبنانية تقريبا من أجل تأمين المعدات اللازمة لخوض المواجهات اثناء التدريب، وهنا الأسعار تختلف بحسب الاصناف وجودتها، ونحن لا نطلب من اللاعبين شراء كل المعدات المطلوبة مثل الحماية على الرأس، والحماية على الصدر وغيرها، بل نكتفي بالعتاد الإلزامي، كالقفازات وحارسة الفم وحماية الارجل والمشدات”.

ويشدد على أن “كلفة الاشتراك في ناد خاص تختلف، فاذا كان الصف خاصا يصل سعر كل حصة تدريبية لمدة ساعة ونصف الساعة الى 50 دولارا واللاعب بحاجة الى حصتين او ثلاثةفي الأسبوع ولكن هذا الامر يتوقف عليه وعلى مدى جديته في اللعب وإذا كان يطمح بالتقدم بسرعة او ممارستها كهواية، لذلك ننصح من يريد ممارستها كهواية ان يشارك في حصص تدريبية مشتركة أي مع لاعبين آخرين (ويصل عدد الصف الى 20 أو 25 تقريبا) وهكذا يدفع 60 دولارا تقريبا في الشهر للممارسة تلك الرياضة مرتين او ثلاث مرات في الأسبوع وهنا الاسعار والاوقات تختلف بحسب الاندية”.

من جهة أخرى، يقول المدرب فارس “ان المعدات لا تنحصر باللاعبين فقط، فعلى المدرب اقتناء المعدات اللازمة من اجل التدريب خصوصا انها تساعده على الوصول الى احترافية عالية في تدريباته وهكذا يوصل اللاعبين الى المستوى المطلوب بطريقة اسرع، وهنا الأسعار تحصل في بعض الأحيان الى 1000 دولار وهذا بالطبع حسب نوع المعدات وتنوعها”.

غريتا تسلاكيان وعالم ألعاب القوى

ألعاب القوى توحي بأنها لا تكلفنا الكثير من المال، ولكنها في الواقع الأكثر كلفة، حسب ما تؤكد العداءة غريتا تسلاكيان، وتقول: “ألعاب القوى هي 7 ألعاب عند النساء و10 ألعاب عند الرجال، وكل لعبة لها حذاؤها الخاص ومعداتها الخاصة، والمشكلة ان التكاليف فردية مع غياب الكفلاء والرعاة، خصوصا ان اللاعب هو من يتكفل بمصاريف المدرب الخاص والمعالج الفيزيائي”.

وتشدد على ان “التحضير  للبطولات لا يكلّف اقل من 30 ألف دولار أما ميزانية التحضير للاولمبياد فتتراوح ما بين100 و الـ 150 ألف دولار”.

وتعتبر ان “غياب لبنان عن العاب القوى يعود لعدم وجود اي تنظيم لتلك الألعاب، لذلك يجب دعهما لكي نشجع الصغار بالانضمام والمشاركة، فإذا وعدوا بالنجومية فسينضمون من دون شك، ولكن عندما لا يتم تأمين اي شيء لهم فلن يشاركوا”.

وتشدد تسلاكيان التي شاركة في الأولمبياد ثلاث مرات: “إذا ازدهرت تلك اللعبة فستدر أوموالا طائلة على الممولين خصوصا ان الرعاة سيبدأون بالمساعدة من تلقاء نفسهم وتزداد المنافسة كما نرى في كرة السّلة”.

الرماية التي “تفش الخلق”.. مكلفة

وفي ما يخص رياضة الرماية، يؤكد الشاب إدي أبي صالح الذي يحترف تلك الرياضة، أنها “تتطلب الكثير من المصاريف لممارستها، فصندوق الخرطوش سعره 100 ألف ليرة ويحوي 250 طلقة، أما السلاح المطلوب فأسعاره تختلف ولكن إذا اردنا الحديث عن سعر متوسط لبندقية جيدة وذات فعالية فلن يقل سعرها عن الـ1000 دولار، بالإضافة الى الاشتراك في ناد للرماية بحيث أن كل 25 صحن طائر ندفع عليها 10 آلاف ليرة”.

ويضيف: “عليك ان تكون كريما على هوايتك وتخصص ميزاينة خاصة لممارستها، خصوصا انه لا يمر اسبوعا من دون ان أمارس تلك الرياضة، لأنها “بتفش الخلق”.
ركوب الخيل: رياضة الطبقة الارستقراطية

لطالما ارتبطت رياضة ركوب الخيل بالميسورين والطبقة الارستقراطية، فتلك الرياضة مكلفة من ناحية الاهتمام بالحصان وتأمين اللقحات والأدوية بالاضافة الى الأكل المخصص للأحصنة وتأمين البيئة اللازمة لكي يتكيف معها، يقول إيلي ضو والد الشابة تيريز.

ويضيف: “لكي تمارس ابنتي هواية القفز فوق الحواجز أدفع عن كل ساعة تدريب 40 و50 دولارا لناد خاص”.
أما بالنسبة لمن لا يملك حصانه الخاص، فعليه التوجه الى الاسطبل لاستئجار حصان وممارسة ركوب الخيل، وهنا الكلفة تختلف أيضا، فعلى الهاوي ان يشتري المعدات واللباس الخاص ودفع تكاليف ركوب الخيل لفترة ساعة او نصف ساعة وهنا الأسعار تتراوح ما بين 20 و40 دولارا وذلك حسب الأندية.

من الطبيعي ان تكون بعض الالعاب الرياضية محصورة بالميسورين لكن الضروري أيضاً توسيع مروحة الخيارات امام عشاق الرياضة والا ستبقى المواهب الرياضية اللبنانية طيّ النسيان.