IMLebanon

ثلاثة أفلام لبنانية على «شاشات الواقع»

كتبت منال عبد الأحد في صحيفة “الجمهورية”: 

في وقت تغزو فيه السينما التجارية الأسواق اللبنانية، تجد الأفلام الوثائقية الجدّية منبراً لها تتيحه جمعية متروبوليس بالتعاون مع المعهد الفرنسي في لبنان، مفسحةً في المجال أمام هذا النوع السينمائي الذي لطالما عانى من التهميش، ضمن الدورة الرابعة عشرة من مهرجان الأفلام الوثائقية «شاشات الواقع»، الذي يُقام بين 9 و16 نيسان الحالي، في سينما متروبوليس أمبير صوفيل.

يستهلّ المهرجان عروضه مع «القطاع 35» للمخرج إيريك كارافاكا، ويحكي عن هذا المكان الذي كان الجميع في العائلة يتلافى ذكره، المكان الذي دُفِنَت فيه الأخت الكبرى بعد أن توفيت في الثالثة من عمرها. يسعى هذا الفيلم لسدّ ذاك الفراغ المدوّي في الذاكرة عن تلك الأخت التي بقيت مجهولة بالكامل.

قضايا إنسانية

ومن ثم يليه فيلم Resonances للبناني نيكولا خوري، ويلقي الضوء على تلك القصص التي تنشأ في سهل البقاع في لبنان داخل مخيم للاجئين السوريين. قصص تضجّ بالخوف والأسى وتتأرجح بين الواقع والخيال. ويعزف هذا الفيلم على وتر الأبعاد المختلفة لمسألة اللجوء. وهي كما يراها خوري، الذي سيكون حاضراً في العرض، في حديثه إلى الجمهورية: «رحلة في باطن الجسد والفكر سوف تتحوّل إلى قصيدة قاتمة تروي واقعاً فوضوياً».

وعن مشاركته في المهرجان، اعتبر خوري «أنّ هذا هو المهرجان الوحيد في لبنان الذي يعرض فقط أفلاماً وثائقية في لقاء سنوي». وأضاف: «من المهم جدّاً لي أن يُعرَض فيلمي تحديداً في هذا المهرجان لأنّه يُقرِّب المسافة بيني وبين محبّي هذا النوع من السينما».

هذا ويتناول فيلم «أصوات من القاصرين»، من إخراج أولفا لملوم وميشال تابت، الوضع في تونس، بعد ست سنوات على سقوط «بن علي». إذ يَعبُر بنا الفيلم «القاصرين»، إحدى أبرز معالم ثورة يناير 2011، لملاقاة سكان هذه المنطقة الحدودية من الجزائر.

المرأة والتصدّي

أما فيلم Tempestad، لِتاتيانا هويزو، فيحكي عن امرأتين مكسيكيّتين يعبر صوتاهما المناظر الطبيعية والطرق السريعة في المكسيك، ليحكيا عن العنف الذي كبّل حياتهما ورغباتهما وأحلامهما، بسبب الفساد والظلم المستشريَين.

يضرب فيلم «نائلة والانتفاضة» لِجوليا باشا موعداً مع انطلاق الشرارة الأولى للانتفاضة في الأراضي الفلسطينية المحتلة. يتناول الفيلم قصة نائلة، فتاة من غزة، توضع فجأة أمام الاختيار المفروض عليها بين الحب وعائلتها وحرّيتها. فيلم يتناول، من خلال حكاية المشوار النضالي لِنائلة، قصة النساء الفلسطينيات اللواتي أسهمنّ في الانتفاضة الأولى. إذ تدور الأحداث ما بين دخول نائلة السجن وخروجها منه.

نضالات منسيّة

اختارت ماري جرمانوس سابا في أول عمل إخراجي لها «شعور أكبر من الحبّ» أن تتناول ثورة منسيّة، هي الاضرابات في معامل التبغ وفي معمل شوكولاتة غندور في لبنان، التي جرت في سبعينات القرن الماضي وقُمِعَت بشكل دموي. هذه الأحداث التي كانت تَعِد بثورة شعبية وبتحرير المرأة ليست حاضرة في الذاكرة الجماعية اللبنانية. وقد حاز هذا الفيلم على جائزة «فيبرشي» للنقاد الدوليّين في مهرجان برلين السينمائي الدولي 2017.

وفي حديث للجمهورية تعبِّر جرمانوس، التي ستكون حاضرة في العرض، عن اعتزازها بالمشاركة في مهرجان «شاشات الواقع» وأن يحظى هذا الفيلم بفرصة عرضه في لبنان بعد الأصداء التي حقّقها والاهتمام الذي أحرزه في آسيا، أميركا اللاتينية وشرقي أوروبا. وتضيف جرمانوس: «لقد أعددت هذا الفيلم لأعيد احتمالات التاريخ لكلّ منا».

متفرّقات

يحكي «نحن مارجيلا» لِمنّا لورا مايجر قصة دار أزياء غامضة وفريدة هي «ميزون مارتن مارجيلا». إنها المرة الأولى التي تلقي فيها «جيني ميرينز» المؤسسة المشاركة لدار الأزياء والفريق الإبداعي في الدار الأضواء على كواليس عملهم والفلسفة الفريدة التي تقبع وراء إبداعات «مارجيلا»، لنتعرّف عن قُرب الى الرؤية النوعية لواحد من أكثر بيوت الأزياء شهرةً وتأثيراً.

في عالم تسلّق الجبال، يلقي «القمة السابعة» للمخرج إيليا يوسف الضوء على المغامرة الأهم وهي صعود أعلى قمة في كل قارة من القارات السبع. وإلى اليوم، نجح في خوض غمار هذا التحدّي أقل من 350 شخصاً فقط حول العالم.

يرصد فيلم «القمة السابعة» رحلة مجموعة رجال وامرأة في محاولتهم اعتلاء قمة جبل «دينالي» في ولاية ألاسكا التي تُعدّ أعلى نقطة في أميركا الشمالية. إنّه حكاية مغامرة مشوّقة ومغامرين شجعان كلما بلغوا قمة تراءت لهم قمم أعلى.

وعن مشاركته في المهرجان يقول يوسف، الذي سيكون حاضراً خلال العرض، باقتضاب بالغ وبليغ: «ما من مكان يشبه منزلنا، إلّا أنّه هذا هو المكان الذي أفتخر في أن أشارك فيه بآخر عرض للفيلم ضمن مهرجان».

ويختتم «شاشات الواقع» عروضه مع فيلم «الوجوه والأماكن»، للمخرجَين آنييس فاردا و جي. آر، اللذين يجمعهما شغفهما بالصور والتساؤلات الدائمة عن أماكن ووسائل عرضها، إلى أن اجتمعا في العام 2015 وقرّرا تصوير فيلم في فرنسا، بعيداً من المدن.