فتح “حزب الله” ملف النزوح على مصراعيه، وكشف أمينه العام السيد حسن نصر الله في خطابه الأخير، عن مبادرة سيقوم بها الحزب من موقعه كحليف للحكومة السورية للمساعدة على عودة أكبر عدد من النازحين، من خلال تشكيل لجنة برئاسة النائب السابق نوار الساحلي للعناية بالملف واستقبال الطلبات. فكيف سيتعامل رئيس الحكومة سعد الحريري مع هذه المبادرة، في ظل خروج أصوات معارضة للحزب تتهمه بالحلول محل الدولة والعمل على فرض التواصل مع الحكومة السورية؟
مستشار رئيس الحكومة نديم المنلا أشار عبر “المركزية” إلى أن “إذا كان “حزب الله” قادرا على لعب دور في هذا الإطار وإعادة جزء من النازحين، فهذا جهد مشكور عليه ونرحب به”، مضيفا: “نؤيد أي مبادرة تساهم في تأمين العودة، خاصة وأن الحزب يستطيع أن يلعب دور المفاوض بين النازحين المعارضين والنظام السوري، الامر الذي لا تستطيع الحكومة القيام به”.
وأضاف “لكن رغم ذلك تبقى مبادرة الحزب وكل المبادرة المطروحة حاليا، ضعيفة وعلى صعيد ضيق، ذلك أنها غير قادرة على إعادة مليون ونصف مليون نازح، فالعودة الشاملة تتطلب خطة معلنة من النظام السوري، الذي الى اليوم لم يقدم أي مقترح رسمي يتيح عودة 1.5 مليون نازح في لبنان، 3 ملايين في تركيا ومليون في الاردن”.
وقال “إننا نصر على أن أي حل سياسي يجب أن يتضمن عودة النازحين، وذلك بالتعاون مع دول القرار الكبرى”.
وشدد على أن “الانفتاح على النظام السوري لا يحل أزمة النزوح في لبنان، ووضع نازحي الاردن خير دليل، فعلى رغم العلاقة التي تربط عمان بالنظام السوري إلا انها لم تتمكن من إعادة النازحين الى اليوم”.
وأضاف: “الى اليوم، لم يضع أحد خطة للمليون ونصف المليون نازح، كلها حلول موضعية لمئات أو لآلاف، والحل يكمن بأن تأخذ الدولة السورية المبادرة تجاه شعبها وتعرض خطة شاملة، تتضمن ضمانات كفيلة بإزالة هواجس النازحين”.
وأشار الى أن “هناك حوارا مشتركا مع “التيار الوطني الحر” والمفوضية العليا لشؤون اللاجئين بشأن عودة النازحين، ولكن الاعداد المشمولة تبقى قليلة ما لم تتوفر المعطيات اللازمة لعودة شاملة”.