IMLebanon

ما هي المشكلات الصحّية التي يُخفيها هبوط الجفن؟

كتبت جنى جبور في صحيفة “الجمهورية”: 

من الطبيعي جدّاً أن تترهّل البشرة وأن يهبط الجفن مع تقدّم الإنسان في العمر، ولكن ماذا إذا أصاب هبوط الجفن الأطفال أو إذا أخفى وراءه مشكلات عصبية خطيرة؟ وكيف يمكن للبوتوكس أن يسبّب هذا المشكلة؟

يمكن أن يصيب هبوط الجفن عيناً واحدة فقط أو الاثنين معاً لاسباب متعدّدة وفي جميع الأعمار، وفي وقت تبدو المشكلة جمالية بحت، الّا انها قد تحمل معها مشكلات طبيّة اخرى.

في هذا السياق، حاورت «الجمهورية» الاختصاصي في امراض وجراحة العين عند الاطفال الدكتور إبراهيم دُنيا الذي استهلّ حديثه قائلاً: «لنبدأ بالاطفال، يُعرف الهبوط الذي يصيب الصغار بهبوط الجفن الخلقي، فتولد هذه الحالة معهم وتراوح درجاتها بين المستوى الخفيف والمتوسط والحاد. وفي التفاصيل، تكمن المشكلة في عصب عضلة العين التي من شأنها رفع الجفن، أو حتّى يمكن أن تكون في العضلة نفسها.

وتؤثر الحالة المتوسطة الى الحادة على مظهر العين، ولكن لا يقتصر الامر دائماً على الشكل الخارجي فقط، انما قد تصاحبه مشكلة في النظر «الاستغماتيزم» (Astigmatism)، ما يفسّر اهمية الالتزام باستشارة اختصاصي العيون لمراقبة الطفل، لا سيما أنّ «الاستغماتيزم» يدلّ على أنّ الجفن يؤثر على القرنية، الامر الذي يمكن أن يسبّب لاحقاً ما يُعرف بالعين الكسولة التي تمنع الطفل من الرؤية، والتي يجب معالجتها باكراً أي قبل عمر الـ8 سنوات والّا صَعب علاجها.

من جهة اخرى، يتطلب هبوط الجفن الخلقي المتابعة الطبية الضرورية ابتداءً من عمر السنة والنصف مثلاً لإتمام الفحوصات الضرورية لشبكية العين ووصف العلاجات المناسبة كالقطرات أو النظارات في حال عانى من ضعف النظر أو القيام بإغلاق العين الاخرى لتقوية النظر. كذلك ننصح الأهل بإخضاع طفلهم للجراحة في عمر صغير لتصحيح المشكلة، لا سيما أنّ عضلة العين تكون ما زالت صغيرة. الى ذلك، تبقى المتابعة الطبّية ضرورية حتّى عمر الـ11 سنة للتأكّد من عدم وجود مشكلات في النظر، عندها يمكن في هذا العمر اخضاع الطفل الى الجراحة التجميلية لرفع جفن العين».

مشكلات عصبية

كثيرة هي الأمراض التي تظهر عوارضها في العين بشكل أوّلي فيصاب الشخص بازدواجية في الرؤية وهبوط في الجفن وغيرهما. وبحسب د. دنيا «إنّ امتداد عضلة العين يأتي من العصب الثالث في الرأس، وأيّ مشكلة طبيّة تؤثّر على هذا العصب، قد تؤدّي الى هبوط الجفن، وبالتالي اذا كان الشخص كبيراً في السن واصيب بهبوط الجفن، من الضروري أن يتوجّه الى اختصاصي اعصاب للتأكد من غياب المشكلات الصحية وعدم وجود حساسية داخل الجفن. وبعد التأكّد من غياب المشكلات الصحية، تجرى عملية جراحية تجميلية بسيطة لحلّ المشكلة».

التقدّم في العمر

يسبب التقدم في العمر تطرأ تغيّرات مختلفة على الانسان ولا سيما على بشرته، ويوضح د. دنيا أنّه «عندما يترهّل الجلد فوق الجفن يبدو وكأنّ الشخص يعاني من هبوط في الجفن. هذه الحالة يمكن أن تؤثر على النظر وأن تسبّب ثقلاً في العين، ويكون حلّها من خلال الجراحة التجميلية البسيطة تحت التخدير الموضعي، وترتكز على التخلص من الجلد المترهّل ورفع الجفن قليلاً».

البوتوكس

بعد انتشار البوتوكس للتجميل بشكل واسع، اتّضح أنّ هذه المادة يمكن أن تكون مسؤولة عن هبوط الجفن. ويشرح د. دنيا أنّه «أحياناً، يؤثر حقن البوتوكس في الجبين على العضلة التي ترفع الجفن، فيقصدنا المريض ويشتكي من هبوط جفنه، فنصف له نوعاً من القطرات التي يمكنها رفع الجفن قليلاً، وبعد 5 الى 6 اشهر تنتهي فعالية البوتوكس ويعود الجفن الى مكانه الطبيعي. وتجدر الاشارة الى أنّ هبوط الجفن بسبب البوتوكس يقتصر على المظهر فقط ولا يسبّب أيّ مضاعفات أو عوارض جانبية اخرى».