IMLebanon

نصائح الأطباء للتخلّص من تشوُّش الدماغ

كتبت سينتيا عواد في صحيفة “الجمهورية”:

على رغم أنه ليس بحالة سريرية، غير أنّ الأطباء يعلمون جيداً ما المقصود عندما يقول لهم المريض إنه يشكو من تشوّش الدماغ. واستناداً إلى الأستاذة في قسم الأمراض العصبية في «Emory University Brain Health Center» في أتلانتا، الطبيبة فيليسيا غولدشتاين، فإنّ «تشوّش الدماغ يُعتبر من أكثر الشكاوى التي أسمعها». لكن كيف يمكن القضاء عليه؟

تشوّش الدماغ شبيه بالنسيان، والتفكير البطيء، وصعوبة التركيز، وهو يُصيب الجميع بِلا استثناء، وفق غولدشتاين. الخبر الجيّد أنه لا يدعو عادةً للقلق. غير أنّ الثغرات المُزمنة في الوضوح قد تُشير إلى شيء أبعد من شرود الذهن، كاضطرابات الغدّة الدرقية، أو السكتة الدماغية، أو الأنيميا، أو السكري، أو الكآبة، أو الألزهايمر.

هناك عوامل كثيرة مسؤولة عن تشوّش الدماغ أبرزها التوتر، وقلّة النوم، والتغيرات الهورمونية الناتجة من انقطاع الطمث أو الحمل، والتقيّد بغذاء غير صحّي، ونقص الفيتامين B12، وتناول أدوية معيّنة، والجفاف، والخضوع للعلاج الكيماوي، والإصابة بمشكلات صحّية بما فيها الكآبة، والسكري، والصداع النصفي، وخلل في الغدّة الدرقية. وفي ما يلي أفضل نصائح الأطباء للوقاية من تشوّش الدماغ وعلاجه:

 

إتباع حمية البحر الأبيض المتوسط

شدّدت الطبيبة غولدشتاين على أهمّية الالتزام بالغذاء المتوسطي. وجدت الأبحاث العلمية أنّ البالغين الذين استهلكوا السمك، والفاكهة، والخضار، والمكسرات، والفاصولياء، والحبوب الكاملة، وزيت الزيتون سجّلوا علامات أفضل في اختبارات الذاكرة والانتباه مقارنةً بنظرائهم الذين حصلوا على هذه المواد بكمية ضئيلة.

السَلمون غنيّ بالفيتامين B12 الأساسي لوظيفة الأعصاب، والأحماض الدهنية الأوميغا 3 المتوافرة في السمك قد تحسّن الانتباه وسرعة المعالجة عند الأشخاص الذين يعانون من ضعف إدراكي معتدل. أمّا بالنسبة إلى المنتجات الطبيعية، فهي مليئة بمضادات الأكسدة التي تدعم بدورها صحّة الدماغ.

 

النوم أكثر

قال مدير «McCance Center for Brain Health» في مستشفى ماساتشوستس العام في بوسطن، الدكتور جوناثان روزاند، إنّ «التركيز والحفاظ على الانتباه يتطلّبان الكثير، خصوصاً في حال الحرمان من النوم».

لذلك من المهمّ الالتزام بجدول نوم روتيني، والابتعاد عن الأجهزة الإلكترونية قبل ساعة من الخلود إلى الفراش بما أنّ الضوء الأزرق المُنبعث منها يعوق إنتاج هورمون الميلاتونين المُعزِّز للنوم.

 

التمسّك بالحركة

الرياضة تُبقي الجسم نشيطاً: إنها تزيد تدفق الدم والأوكسجين إلى الدماغ، وتحسّن النوم، وتخفّض خطر المشكلات الصحّية التي قد تشوّش التفكير.

يوصي الخبراء بممارسة 150 دقيقة من النشاط البدني المعتدل أسبوعياً. ولقد خلصت الأبحاث إلى أنّ 10 دقائق من صعود الدرج المنخفض إلى المتوسط الكثافة ساهم في تعزيز الانتباه والذاكرة العاملة لدى النساء بشكل أفضل من الحصول على 50 ملغ من الكافيين.

 

تناول مزيد من البروتينات

يجب تفادي الوجبات والسناكات المشبّعة بالكربوهيدرات تصدّياً لتحطم الطاقة، إذ إنها تستطيع قمع نشاط تنبيه الخلايا العصبية في الدماغ.

الأفضل إذاً اللجوء إلى المأكولات العالية بالبروتينات لاحتوائها على الأحماض الأمينية التي تحفّز هذه الخلايا العصبية. جنباً إلى الحرص على احتساء جرعات كافية من المياه حِفاظاً على تدفق الدم إلى الدماغ.

 

إستنشاق إكليل الجبل

كشفت الدراسات الأولية أنّ رائحة زيت إكليل الجبل الأساسي قد تحفّز الأداء في مهام الرياضيات العقلية. وفي هذا السياق، شجّع الطبيب روزاند الأشخاص على الاستعانة بالعلاجات المنزلية التي يجدها فعّالة جداً، ما دام لا يوجد أي دليل على أنها تسبب الضرر.

أمّا في حال حدوث تشوّش الدماغ فجأة أو تداخل مع الحياة اليومية، يجب استشارة الطبيب الذي سيُجري الاختبارات اللازمة لرصد السكري، أو عدم توازن الهورمونات، أو نقص في المغذيات. وفي حال الشكّ بأنّ الأدوية المستهلكة هي المسؤولة عن هذه المشكلة، فإنّ الطبيب قد يعدّل الجرعة أو يصف بديلاً ملائماً أكثر.