IMLebanon

الراعي: لحكومة مصغّرة من ذوي اختصاص

اعتبر ​البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي أن “المسؤولين عندنا اليوم لا يهملون واجب تربية المواطنين على المواطنة من خلال أدائهم وتأمين ما يعود لهم من حقوق أساسية فقط، بل على العكس، يربّونهم على الولاء للمذهب والحزب والزعيم وصاحب النفوذ، وعلى مخالفة القانون والعدالة ويحمونهم بكل قواهم، ويربّونهم على عدم احترام السلطة العامة في الدولة ومهابتها إذ يعلّمونهم التجرؤ على الإساءة والاستخفاف والتلطي وراء الطائفة والمذهب والاستقواء بالحزب والزّعيم”.

وأضاف، في عظة الأحد: “إنهم يستعملون السلطة للهدم لا للبناء. هذا ما أفقد الدولة هيبتها، وسهّل استباحة قوانينها ومخالفتها بدم بارد. وهذه هي نتيجة عدم التربية على المواطنة والولاء للوطن وجعله فوق كل اعتبار”.

وسأل الراعي: “أيّة تربية تقدّمها لشبابنا ​سياسة​ هدامة تعرقل وتعطّل حاليًا تأليف ​الحكومة​، وعاديًا عمل الوزارات والإدارات العامة بما يستشري فيها من تعاطٍ كيدي مذهبي مع من هم من مذهب آخر، وفساد، وسلب لمال الخزينة وهدره، ومعاشات لمئات من الأشخاص الوهميين، ومصاريف على مؤسسات وهمية، كما تعطّل عمل مؤسسات الرقابة بتعطيل مقرراتها وأوامرها استقواءً بقوة ما؟ هل يدركون أنهم بتعطيل النهوض الاقتصادي، يتسبّبون بإقفال مئات الشركات والمؤسسات التجارية والصناعية وسواها، ويرمون عائلات في حالة ​البطالة​ والعوز، مع عدم الاكتراث لثلث الشعب اللّبناني الجائع والمحروم من أبسط مقوّمات العيش، والعاطل عن العمل والإنتاج”؟

وأشار الراعي إلى أن “الشعب ثار وعبّر عن غضبه ورفضه لمثل هذه السياسة الهدّامة في مظاهرات متتالية محقّة وعادلة. فلا يحق للمسؤولين أن يصمّوا آذانهم عن أنين الشعب في مطالبه الحياتية”، مطالبًا بـ”حكومة مصغّرة من أشخاص ذوي اختصاص ومفهوم سليم للسياسة وحياديين، يعملون أولًا على إجراء الإصلاحات في الهيكليات والقطاعات وفق الآلية التي وضعها ​مؤتمر “سيدر” الذي التأم في ​باريس​ في نيسان الماضي، وقد مضى عليه تسعة أشهر، ويوظّفون اليوم عشر مليار ​دولار​ ونصفًا في مشاريع اقتصادية منتجة. ويعمل فخامة رئيس الجمهورية على بناء الوحدة الوطنية الحقيقية بين مختلف الكتل النيابية حول طاولة حوار”.

وأضاف: “أما القول بتأليف “حكومة وحدة وطنية” والجو مأزوم للغاية بين مكوّناتها، فهذا يؤدي إلى تعطيل رسمي للحكومة ولمؤسسات الدولة، ويشد خناق الأزمة الاقتصاديّة والمعيشية على أعناق المواطنين”.