IMLebanon

لبنان الأول في المنطقة… ثورة علميّة للعناية بالبشرة

كتبت جنى جبّور في “الجمهورية”:

كثيرةٌ هي مستحضرات التجميل وترميم البشرة المطروحة في السوق العالمي، والتي تعمل على الحدّ من الشيخوخة ومعالجة الندبات. هذه المعلومة، ليست بجديدة على أحد، ولكن ماذا عن وصول وسيلة متطوّرة وثورية تستنهض الخلايا الجذعية الخاملة الى لبنان، وتعيد إحياء البشرة لحمايتها من العوامل الطبيعية والبيئية، معالِجةً شوائبها!

من منّا لم يلحظ عند تعرّضه لجرح معيّن في وجهه أو جسده، امكانية شفاء الجلد دون أن يترك أيَّ أثر. وهنا السؤال، لِمَ لا يشفى الجلد كليّاً أو تعتريه بعض الندبات عند التعرّض للحروق البالغة؟ هذه الاشكالية دفعت عام 2008 بالبروفيسور الالماني أوغسطينوس بادر، أحد العلماء الرائدين في مجال الخلايا الجذعية والطب الحيوي حول العالم، ومدير علم الأحياء التطبيقية للخلايا الجذعية والتكنولوجية الخلوية في جامعة «لايبزيغ»، إلى تطوير تقنية هيدروجيل (Hydrogel) لعلاج ضحايا الحروق الخطيرة، بحيث تعمل هذه التقنية على التئام الجروح المؤلمة والحروق الشديدة الخطورة عن طريق إشراك الخلايا الجذعية الخاملة في الجسم، ما ينفي الحاجة إلى عمليات ترميم وتجميل الجلد (Skin Grafting).

كواليس التقنية

تتحلّى تكنولوجيا الخلايا الجذعية بالكثير من مميّزات، وتقدّم الحلول لعلاج الحروق والندبات، ما دفع البروفيسور بادر إلى نقل خبراته العلمية المتواصلة في هذا المجال على مدى ثلاثة عقود، إلى عالم العناية بالبشرة، محدِثاً ثورة حقيقيّة تبعث الأمل بتقنيةٍ نوعيّة في عالم النضارة والجمال. فقد شكّل اللقاء بين بادر ورجل الأعمال الفرنسي شارل روزييه، نقطة الانطلاق نحو هذه المقاربة وهذا التجدّد، بعد توجّه الأخير بالسؤال إلى البروفيسور بادر: «كيف يمكن لخبير وعالم نجح في تحويل بشرة مشوَّهة بالكامل جرّاء الحروق البالغة، أن لا يبادر إلى ابتكار تقنية لعلاج شوائب وتجاعيد الوجه؟!».

وهكذا، بدأ التعاون الذي أثمر تكنولوجيا جديدة في عالم البشرة والجمال. والملفت أيضاً في هذا المشروع، المقاربة الإنسانية حيث يخصَّص جزءٌ من المبيعات والأرباح، لدعم «مؤسّسة أوغسطينوس بادر الخيرية» المعنية بعلاج الحروق البالغة لدى الأطفال الأكثر حاجة، وكذلك تعزيز الأبحاث في مجال التكنولوجيا الحيوية «Biotechnology» لتطوير أنظمة وطرق معالجة الحروق.

مكافحة الشيخوخة

الى ذلك، التقت «الجمهورية» البروفيسور بادر، خلال زيارته الى لبنان، وكان لها حديث خاص معه، حيث أطلعنا على تفاصيل ابتكاره العلمي، قائلاً: «ثابرت منذ أكثر من 15 عاماً، على دراسة القدرات التجديدية للخلايا الجذعية، ما جعلني أدرك أنّ الجسم هو أعظم تكنولوجيا، ويحتوي على كل ما نحتاجه لتحقيق الشرط الأمثل واستعادة الجسد لوظائفه الطبيعية.

لغاية تاريخه، ركّز علم الخلايا الجذعية على إزالة الخلايا الجذعية والعمل فيها خارج الجسم، أمّا الجديد في المقاربة أو التقنية التي طوّرتها، فيَكمن في العمل على الخلايا الجذعية الخاصة بالجسم نفسه، لناحية تفعيلها وتعزيزها وتحفيزها على تجديد الأنسجة الملائمة التي تساعد في استعادة البشرة عافيّتها وصحّتها ونضارتها وحمايتها من العوامل الخارجية، وبالتالي مكافحة الشيخوخة. ويمكن القول إنّ هذه التكنولوجيا تعمل على فكّ «الرمز الفطري» للجسم من خلال «Trigger Factor Complex (TFC8)»، والذي يسمح بتجدّد الخلايا وإعادة ترميم البشرة واستعادة نضارتها وحيويّتها».

بين الفيليرز والتقنية المبتكرة

تتنوّع التقنيات التجميلية التي يلجأ إليها كثيرون للتخلص من المشكلات التي تصيب بشرتهم، كحقن الفيليرز (Fillers) مثلاً. فما الفرق بين التقنية المبتكرة والوسائل التقليدية؟ يجيبنا البروفيسور بادر بالقول: «يقوم مبدأ حقن الفيلير على تجميل بعض الشوائب، الّا أنّ فعاليته تقتصر على مدّة صلاحيته، فمع انتهائها تعود المشكلة إلى الظهور، وبالتالي نكون قد قمنا بترميم الجلد بشكل موقت فقط. في المقابل، تعتمد الطرق التقليدية الاخرى على جمع الخلايا الجذعية من الجسم، وزرعها في المختبر بحيث تتضاعف قبل إعادة إدخالها إلى الجسم، وهذه العملية مكلفة وفيها الكثير من المخاطر.

أمّا التقنية المبتكرة التي قمتُ بتطويرها، فتتميّز بقدرتها على تجديد الخلايا الموجودة في البشرة بشكل مباشر، ومن دون أيّ مضاعفات أو مخاطر جانبية».

لبنان الأول في الشرق الأوسط

تمكنت هذه التقنية من تحقيق نجاح عالمي، لا سيما بعد أن اعتمدها الكثير من نجوم «هوليوود» للعناية ببشرتهم، مثل فيكتوريا بيكهام، داكوتا جونسون، ديمي مور وديان كروجر وغيرهنّ.

وكعادته، سيكون لبنان الاول بين دول الشرق الاوسط، الذي يحتضن هذه المقاربة التجديدية، ما دفعنا الى سؤال البروفيسور بادر عن سبب اختياره للبنان، فأوضح «إننا ندرك مدى الاهتمام الكبير الذي تبديه النساء اللبنانيات تجاه الطرق والوسائل التجميلية المختلفة، كما نعي ثقافة اللبنانيين ومواكبتهم لعالم الجمال والتجميل، ونعلم جيداً حجم المنافسة الكبيرة في هذا المجال بالتحديد، وبالتالي فالنجاح في السوق اللبناني، يخوّلنا نشر هذه الثورة العلمية في مختلف دول الشرق الأوسط، انطلاقاً ممّا يتميّز به لبنان من كونه رياديّاً وسبّاقاً في عالم الجمال والموضة، ويشكّل كذلك نقطة انطلاق وعبورٍ إلى المنطقة».

وكشف البروفيسور بادر لنا عن «سعيه إلى تطوير هذه التكنولوجيا وفق مبدأ الخلايا الجذعية لتندمج مع متطلبات السوق، إذ سيبادر إلى اعتماد التكنولوجا نفسها وتطويعها لتتناسب مع حاجات مختلف أعضاء الجسم، وليس فقط مع بشرة الوجه».