IMLebanon

نُقاوم بلحمنا الحي! (بقلم ستيفاني جعجع)

في كلمته لاستنهاض الاقتصاد اللبناني، طلبَ رئيس الجمهورية من الشعب اللبناني ان يكون شعبا مقاوما، يأكل من زراعته يشتري من انتاجه ويلبس من صناعة بلده… لكن في الواقع فإن نحو 28% من الشعب يعيش تحت خط الفقر المدقع ولا يستطيع تأمين حتى مأكله ومشربه، اما القسم الآخر والأكبر من الشعب فهو يقاوم “بلحمه الحي” كل يوم بيومه، حتى يستمر بظل الاوضاع المزرية المتردية التي وصل اليها بلدنا.

يقاوم ليحصل على لقمة عيش كريمة ويعمل في أكثر من وظيفة لينال راتبا متواضعا يلبي أبسط حاجاته، يقاوم وهو يعرف ان مستقبل اولاده لن يكون أفضل من المستقبل الذي طالما وُعد به، لكنه يصارع من أجل بقائهم في وطنهم ويُبعد عنهم شبح الهجرة الذي خطف خلال العام الفائت فقط، أكثر من ثلاثين ألف منهم…

يقاوم وهو مدرك ان بلده يحتل المرتبة الأولى بين دول غرب آسيا في عدد الإصابات بمرض السرطان، وقد ينهش المرض جسده في أي لحظة ويموت امام ابواب المستشفيات، في وقت ان المسؤولين غير آبهين، لكنه مستمر.. يقاوم وهو مدرك ان “الصفعات” التي يتلقاها يومياً ستتوالى وتتوالى لكنه مصر على الصمود، فكيف اذا لا نكون شعبا مقاوما؟

نعم تأقلمنا مع وضع غريب عجيب لا يستطيع أي انسان “طبيعي” ان يتأقلم معه، فنحن في قعر الهاوية ونتعلق بخيوط الأمل المتبقية كي لا نسقط، ونتمسك ببلد أبسط مقومات الحياة اللائقة غائبة عنه… بلد بات فيه المواطن يقاوم ليعيش، ويدفع ثمن أخطاء سياسييه الذين يُمعنون بافقاره ولا يشبعون من اذلاله.

لا يمكن للشعب اللبناني ان يقدم المزيد فهو قدم ما فيه الكفاية وأكثر، واستنزفت قواه ولم يعد باستطاعته تحمل المزيد، فاللبنانيون يكافحون اجتماعياً وسياسياً واقتصادياً ومالياً بكل ما أوتوا من قوة ليبقوا ويستمروا في بلدٍ وعد سياسيوه بمستقبل أفضل، فبات من أسوأ البلدان في الفقر والمرض والفساد والبطالة!