IMLebanon

مسؤول فنزويلي في بيروت: لبنان امام امتحان الحياد!

في اطار جولة يقوم بها في الشرق الاوسط، حط وزير الخارجية الفنزويلية خورخي أرياسا في لبنان، في زيارة تستمر يومين، يلتقي خلالها عددا من المسؤولين، أبرزهم رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، ورئيس الحكومة سعد الحريري، اضافة الى نظيره جبران باسيل، الا ان اللافت ان اجندته تلحظ ايضا اجتماعا سيعقده مع الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله.

الزيارة لافتة من حيث توقيتها. فهي تحصل فيما تشهد فنزويلا نزاعا قويا- بين السلطة المتمثلة بالرئيس نيكولاس مادورو، ورئيس مجلس النواب المعارض خوان غوايدو الذي اعلن نفسه رئيسا انتقاليا للبلاد- تحوّل اشتباكا دوليا اذا جاز القول، بعد ان انشطر العالم خندقين: الاول، داعم لمادورو ويقتصر اعضاؤه على روسيا والصين وكوبا وبعض العواصم المعارضة للسياسات الاميركية. أما الثاني، فمؤيد لـ”انتفاضة” غوايدو لإنقاذ البلاد من “سطوة” مادورو. وقد بات البرلمانيُ الشاب يحظى باعتراف أكثر من 50 دولة في العالم، يضاف الى دعم “شعبي” داخلي وازن، تجلّى في تظاهرات كبيرة مطالبة برحيل الرئيس الممسك بزمام الدولة منذ 14 نيسان 2013 خلفا لهيوغو تشافيز.

واذا كان لبنان الرسمي الذي يعتنق سياسة “النأي بالنفس” عن الصراعات الخارجية، لم يُبد أي موقف من التطورات في كاراكاس، الا ان “حزب الله” ومنذ انطلاق الاحتجاجات فيها، سارع الى “نُصرة” فريق مادورو على حساب غوايدو. ففيما نفى امينه العام “وجود خلايا للحزب في فنزويلا”، أعرب عن دعمه لها في مواجهة العدوان الاميركي عليها، قائلا “نتضامن مع فنزويلا في وجه الهجمة الأميركية عليها، أما مسألة أن هناك نفوذا لـ”حزب الله” في فنزويلا فهذا لا أساس له من ​الصحة​، كما أن لا خلايا لحزب الله في فنزويلا، والحديث أيضا عن نفوذ حزب الله في ​أميركا اللاتينية​ لا أساس له من الصحة”… وقد قوبل موقف “الضاحية” هذا، برسالة وجّهها مادورو الى نصرالله، أعرب فيها عن شكره وتقديره على الدعم المطلق الذي تلقاه من الحزب في مواجهة محاولات المعارضة الاستيلاء على السلطة في فنزويلا.

وعليه، ستكون الدولة اللبنانية مرة جديدة، أمام “امتحان” إظهار نفسها “حيادية” في الصراع الفنزويلي. وبحسب ما تقول مصادر دبلوماسية لـ”المركزية”، اذا كان حزب الله خرق سياسة “الحياد” الرسمية، وقرر تأييد طرف في النزاع، وهو الطرف الذي بات في نظر العالم “فاقدا الشرعية”، فإن على بيروت خلال استقبالها أرياسا، إثبات ان هذا الموقف يعبّر عن “الحزب” فقط، وأنها، لا تتدخل في النزاع القائم، خاصة ان مادورو يواجه اليوم عزلة دولية، ودعمُه يعني وضع لبنان في مواجهة المجتمع الدولي بغالبيته.

وهنا، تذكّر المصادر بأن لبنان يمر في مرحلة دقيقة وحرجة، يحتاج فيها الى أوسع مروحة دعم خارجية، خاصة على الصعيد الاقتصادي. وعليه تاليا، أخذ “حقيقة” ان الدول المساندة له، في معظمها، اوروبية وغربية واميركية، في الاعتبار، قبل اطلاق اي مواقف يمكن ان تزعج الجهات المانحة. فالاخيرة تعطي “الحياد” أهمية توازي اهمية “الاصلاحات”، وتعتبره شرطا رئيسيا على بيروت التقيّد به فعلا لا قولا، لتسير قدما في مساعداتها لها.

فهل تنجح الدولة في الاختبار العتيد وترسم حدا فاصلا بين موقع “الحزب” وموقعها، فيما أصداء كلمة وزير الخارجية الاميركية مايك بومبيو المنتقدة زعزعة الاخير للاستقرار الاقليمي والعالمي، لا تزال تتردد في بيروت؟