IMLebanon

بعد الطعن الثاني بنيابة جمالي… أي رسائل طرابلسية إلى “الأقطاب”؟

لم يكن تيار المستقبل ليتوقع ضربة طرابلسية جديدة بعد تلك العنيفة التي تلقاها بقبول المجلس الدستوري الطعن الذي كان المرشح الخاسر في انتخابات أيار 2018 طه ناجي (الذي خاض المنازلات متحالفا مع النائب فيصل كرامي) قد قدمه بعيد الاستحقاق السابق.

فبعد شهر على الانتخابات الفرعية، التي انتهت إلى استعادة  النائبة ديما جمالي مقعدها “الأزرق” في القاعة العامة لمجلس النواب”، قدم المرشح الخاسر يحيى مولود طعنا في نيابة جمالي الثانية، ما يعني أن احتمال حصول انتخابات فرعية في المدينة وارد، مع ما يعنيه ذلك من رسائل سياسية مشفرة إلى بيت الوسط وحلفائه وخصومه.

لا خلاف على أن هذه النتيجة، وإن كانت متوقعة، ساهم في بلوغها الأمين العام لتيار المستقبل أحمد الحريري، الذي خبر اللعب الكلامي على الوتر الشعبي الحساس، المرتبط أولا بضرورة الالتفاف حول رئيس الحكومة سعد الحريري في مواجهة الحملة التي تستهدفه، من جانب  حزب الله وحلفائه. على أن الأهم يكمن بالتأكيد أن الرئيس الحريري عرف كيف يغتنم فرصة الاستحقاق الفرعي ليؤكد انه الزعيم السني الأول في البلاد. فاتخذ القرار الشجاع بالقفز فوق خلافه العميق مع معارضه الأول، اللواء أشرف ريفي. بجهود الرئيس فؤاد السنيورة، نُسجت المصالحة فتأمنت الأسباب الكافية لعودة جمالي إلى مقعدها، كيف لا وقد استفادت أيضا من ماكينتي الرئيس نجيب ميقاتي والوزير السابق محمد الصفدي، المشاركين في الحكومة.

صحيح أن هذه الصورة الجامعة حول زعيم تيار المستقبل من جانب صقور الطائفة السنية، دفع بعض منافسي جمالي إلى الانسحاب من الصورة الانتخابية الفرعية، ليقينهم أن النتيجة لن تأتي لصالحهم، ما خلا النائب السابق مصباح الاحدب والمجتمع المدني اللذين اتخذا قرار المضي في المواجهة لتسجيل الموقف في مرمى بيت الوسط. إلا أن الأهم يكمن في عدم جواز القفز فوق الرسالة الشعبية المدوية التي بعث بها الناخبون إلى جميع أقطاب المدينة. ذلك أن 13% فقط من الطرابلسيين قرروا تكبد عناء التصويت والمشاركة في الانتخابات، علما أن نسبة التصويت المتدنية جدا تظهر عدم رضى شعبي عن الخيارات التي تركن إليها الأحزاب الحاضرة في المدينة والسلطة.

أمام هذا المشهد، تلفت مصادر مراقبة عبر “المركزية” إلى أن الجولة الثانية من الانتخابات الفرعية في طرابلس اذا ما قبل المجلس الدستوري طعن يحيى مولود لا تقل أهمية، بالنسبة إلى التيار الأزرق عن تلك التي شارك فيها بقوة في 14 نيسان الفائت. ذلك أن أحدا لا يشك في أن التصويت المتدني، وجه رسالة يتعين على التيار الازرق وسواه تمحيصها جيدا قبل الغوص في مستنقع المنافسات، والاستعداد لنسج التحالفات الكفيلة بإعادة جمالي مجددا الى مقعدها، خصوصا أن لا يمكن استبعاد احتمال دخول حزب الله وحلفائه على الخط مجددا لإطلاق المرحلة الثانية من المواجهة مع الرئيس الحريري.. أمور لا يمكن حسمها قبل أن يتخذ المجلس الدستوري قراره النهائي في شأن الطعن.