IMLebanon

حاصباني: “لو كانت الكنيسة مؤسسة بشرية لانهارت”

أشار نائب رئيس مجلس الوزراء غسان حاصباني الى أن “الحضارة الارثوذكسية هي حضارة انفتاح وقبول الآخر واحترامه، مع الحفاظ على استقامة المبادىء والرأي. ”

حاصباني، وفي حفل توقيع كتاب الباحث والكاتب الاستاذ وائل خير  تحت عنوان “من يدحرج الحجر” مصير مسيحيي الشرق، في قاعة “ال نهيان” لحوار الحضارات في جامعة البلمند في الكورة، وذلك برعايته ، قال: “يطمئننا وائل خير بمقطع مما كتبه الاسقف فيرجيل جورجيو في رومانيا عندما كانت ترزح تحت الحكم الشيوعي قائلا :”لو كانت الكنيسة مؤسسة بشرية، لانهارت واندثرت. هل يبقى مجال للشك اذن انها هي الكنيسة التي بناها المسيح والا كيف تستمر؟”.

وأضاف: “ان من هو من عندنا، من دحرج الحجر عن القبر بقدرة لا تفسر، هو من سيدحرجه اليوم فاتحا باب القيامة للمسيحية المشرقية . فالرب معي فلا اخاف ما يصنع بي الانسان.”
وأردف: “المسيح من عندنا. كلمة استذكرها قالها المثلث الرحمات البطريرك أغناطيوس الرابع هزيم قال في تلك العظة، متوجها الى مسيحيي الغرب، اننا رأينا وجه المسيح، وتكلمنا معه وتشاركنا معه المأكل والمشرب”.

وتابع: “الحضارة المسيحية هي: اولا : الكنيسة التي منها تنبعث كلمة المسيح الإله وتعاليمه لابنائها. والكنيسة هي جسم المسيح، ولها الدور والسلطة والسيادة على بث جوهر الايمان. والايمان يأتي مبنيا على يقين بوجود المسيح، واحادية الثالوث ودستور ايمان يكرس مبدأ الإله الواحد، الذي عرفته المسيحية بأقانيم ثلاثة: آب ضابط الكل، خالق السماء والأرض ، وابنه الوحيد المساوي له في الجوهر الذي تجسد ومات وقام من اجل البشر، وروح قدوس ناطق بالأنبياء.

ثانيا، الطائفة، وهي الشعوب التي اتخذت من الكنيسة مرجعا وبيتا روحيا لها،  ثالثا، الثقافة التي انبثقت من المجتمعات التي نشأت فيها الكنيسة الارثوذكسية بدءا بشرق المتوسط وصولا الى اوروبا وروسيا.

ولفت الى أن “الارثوذكسية عانت كما المسيحية بشكل عام، الكثير من الاضطهاد عبر العصور . فأتتها النكسات من الشرق ومن الغرب، لكنها لم تندحر . وكان سر استمراريتها هو قدرتها على التأقلم مع محيطها.”

النائب السابق فادي كرم، من جهته، قال: “دوري كسياسي، ارثوذكسي العقيدة الإيمانية، أنتمي لحزب سياسي قراره لبناني وشعاره الأرزة ووجوده من وجودنا وبقاؤه من بقاء هذا الوطن التاريخي، سياسي أمثل، بأصوات أبناء منطقتي وليس بالقانون الانتخابي، أمثل اغلبية في منطقة اغلبيتها أرثوذكسية، فيقع على مسؤوليتي المشاركة في وضع الرؤية الإنقاذية،.”
كرم، قال: “من الصفحة الاولى للكتاب أبدأ مداخلتي هذه حول كتاب لمفكر أدخلنا فورا ومن السطر الأول في المخاض الخطير الذي يمر به وطننا الجبيب، ، تتعرض اليوم منطقته الإقليمية لحقبة من التغيرات البنيوية، يذكرها الكاتب في صفحات كتابه لإبداء خشيته على الحضور المسيحي بشكل عام والارثوذكسي بشكل خاص، ولكنه يستدرك فورا في الصفحة الثانية ليقول ان محو القتامة يبقى بيدنا نحن.”

وأضاف: “إن مبدأ الفصل والعزل والخطوط الحمر بين المجتمعات من أجل الحماية والتمايز قد ولى، فتلك الإستراتيجية انتهى دورها، ولسنا هنا اليوم لتقييم نتائجها، فالإنسانية اليوم في قرية كونية، وإنفتاح الحضارات على بعضها أصبح واقع وحقيقة لا ينتظر الموافقة من أحد فكل ما نستطيع القيام به هو التأثير على مسار هذا الانفتاح، فهل هو حوار أو صراع؟”

وأضاف: “أسعى منذ فترة لتمركز دوائر الدولة اللامركزية في هذا القضاء الجامع، القضاء اللقاء، وقد ساهمنا في تحقيق بعضها على أمل ان نستقبل دوائر أكثر.”

بدوره، الاب سروج تطرق في كلمته الى مضمون الكتاب وقال: “ما يجمع موضوعات الكتاب هي وحدة جوهره ألا وهي الكنيسة الانطاكية الأرثوذكسية. يقول الاخ العزيز وائل، ان تبدلات عميقة ستطرأ على مكونات لبنان (الاربعة، الخمسة) سترفع مكانة احداها بشكل دراماتيكي – اظنه يعقد الشيبة فيما تحافظ اثنتان منها بشكل عام على وضعهما سنة او موارنة او دروز؟ المسيحيون عامة ستتراجع مكانتهم غير ان حدسي ان مكونا وهو الطائفة الأرثوذكسية، سوف تكون الخاسر الاكبر ولن يبقى لها جيلها الجديد خاصة الا سبيل وحيد ، ذاك سيكون الهجرة”.

وختم:”اخونا وائل خير يترك لنا سبيلا للخروج من الأزمة المصيرية، وثمة اشخاص لا يريدون الاصلاح ولا دحرجة الحجر عن باب القبر، والاصلاح مسيرة لا تتوقف وهي حاجة ملحة للكنيسة الأرثوذكسية الانطاكية وحاجة وجودية ضرورية، ويجب العمل على اجراء الاصلاح في البنيتين الدينية والسياسية”.

وحضر كل من مازن معوض ممثلا رئيس حركة الاستقلال النائب ميشال معوض، النائبين السابقين فادي كرم وايلي كيروز، يعقوب حبيب ممثلا النائب السابق سليم حبيب، ماري حبيب عقيلة النائب الراحل فريد حبيب، المتقدم في الكهنة الاب ابراهيم سروج، رئيسة مؤسسة الطوارىء، رئيس بلدية دوما جوزاف خيرالله المعلوف، مدير معهد اللاهوت في جامعة البلمند الاب بورفيريوس ، رئيس دير البلمند الاب رومانوس ، كاهن مدينة طرابلس الاب ابراهيم دربلي وحشد كبير من الفاعليات ومهتمين.