IMLebanon

نظام ذكي يوفر الراحة والسيطرة

كتب شادي عواد في صحيفة “الجمهورية”:

تعمل شركات السيارت على تجهيز طرازاتها بأنظمة تعليق ذكية قابلة للتكيّف، تقوم بمسح الطريق مسبقاً بهدف زيادة راحة الركاب على مختلف الطرق.

يظن أشخاص كثر أنّ الراحة التي توفرها السيارة مرتبطة فقط بمقصورتها الداخلية ومقاعدها. لكنّ هذا الاعتقادَ خاطئٌ إلى حدٍّ ما. فعلى رغم من أنّ تجهيزات المقصورة ومقاعدها تُعتبر جزءاً مهماً من معدل الراحة، إلّا أنّ عاملاً آخرَ يلعب دوراً مهماً جداً، ألا وهو نظام التعليق، ويتكوّن من قطع متعددة أبرزها النوابض (الروسورات) والأمورتيسورات، التي تعمل على امتصاص تعرجات وارتجاجات الطريق ومنع وصولها إلى الركاب.

بمعنى آخر، يُعتبر نظامُ التعليق خطَّ ّالدفاع الأوّل عن راحة الركاب في السيارة. لذلك، فإنّ الشركات المصنِّعة للسيارات تولي أهمية كبيرة لتطوير أنظمة تعليق مبتكرة، مستفيدةً من التقدّم الحاصل في مجال المستشعرات والكاميرات وأجهزة تحليل وقراءة البيانات الخاصة بالسيارات.

في هذا الإطار ظهرت أنظمة تعليق متطورة عدة تختلف عن بعضها بطريقة عملها، لكن هدفها واحد وهو جعل السيارة تتكيف مع مختلف الأسطح والطرقات التي تسير عليها من خلال تعديل صلابة النظام أو ارتفاعه دون أيِّ تدخّل من السائق، بحيث تمنح السائق والركاب في آن أقصى درجة ممكنة من الراحة والسيطرة والتماسك. ومن آخر هذه التطورات، نظام التعليق المتكيّف الذكي الذي يعتمد على عشرات المستشعرات والكاميرات والكمبيوترات التي تقرأ آلاف البيانات في الثانية وتحلّلها، وتعمل على أساسها في تعديل نظام التعليق ليتوافقَ مع الطريق التي تسير عليها السيارة.

طريقة العمل
يعتمد نظام التعليق المتكيّف الذكي على عشرات أجهزة الإستشعار التي تراقب كل شيء بشكل دائم، إبتداءً من حركة هيكل السيارة وصولاً إلى تسارعها وتباطُئِها. وتستطيع تلك المستشعرات المتقدّمة للغاية مسح الطريق بمعدل 500 مرة في الثانية الواحدة، فيما تعمل كاميرا مثبتة في المقدّمة على فحص سطح الطريق أمام السيارة لمسافة 15 متراً. بذلك يمكن لهذا النظام معاينة الطرق، وإكتشاف مجموعة متنوّعة من إنحرافات الإرتفاع التي يراوح طولها من 5 إلى 20 سنتيمتراً.

وكلما لاحظ إنحرافاً في الارتفاع أيّاً كان نوعه، تقوم أجهزة الكمبيوتر الذكية في السيارة بتعديل التعليق لضمان أكبر قدر ممكن من الراحة وسلاسة القيادة حتى على الأسطح غير المستوية. أما في الأنظمة الأكثر تطوراً، فيمكن أن تعمل أجهزة الإستشعار المدمَجة والكاميرا الأمامية معاً لتمكين عمليات الضبط التلقائي للتعليق حتى 100 مرة في الثانية أي أسرع من طرفة عين.

وهذه العمليات جميعها، تضمن زيادة إمتصاص الصدمات الناتجة من الطريق تلقائياً لزيادة راحة الركاب. على سبيل المثال، يقوم نظام التعليق المتكيّف الذكي بخفض السيارة تلقائياً عندما يكون السائق والركاب على وشك الدخول إلى السيارة أو عند إستخدام صندوق الأمتعة، بينما يعمل على زيادة الكفاءة والأداء إلى أقصى حدّ عند تجاوز سرعة 110 كيلومترات في الساعة عن طريق خفض الإرتفاع وزيادة صلابة الأمورتيسورات لمنع تأرجح السيارة، في حين أنه يرفع السيارة إلى الحدّ الأقصى للحصول على خلوص أفضل عن الأرض عند إستشعاره بأنّ السيارة تسير في أرض وعرة.