IMLebanon

وتيرة الإحتجاجات ترتفع في المنطقة الحدودية

كتب ماليا العشي في صحيفة “الجمهورية”:

إستمرت الإحتجاجات الشعبية، لليوم الرابع على التوالي، وارتفعت وتيرتها في محافظة النبطية، وفي أقضية المنطقة الحدودية الثلاثة: مرجعيون، حاصبيا، وبنت جبيل، وأُقفلت الطرق، عند مثلث دير ميماس ما بين النبطية ومرجعيون، ومثلث الخيام، ما بين مرجعيون وحاصبيا، ومثلث سوق الخان، ما بين حاصبيا والمصنع، بالأتربة والحجارة، والإطارات المطاطية، والعوائق الحديد، وغطّت سحب الدخان الأسود الأجواء، ونصب المعتصمون الخيم وباتوا ليلتهم فيها، مؤكّدين إستمرار تحرّكهم، وقطع الطريق حتى تتحقق مطالبهم بإسقاط الحكومة، واستقالة رئيس الجمهورية، ومجلس النواب، مما أعاق حركة المرور بالإتجاهين.

سمح المحتجون، بعد توافق في ما بينهم، على فتح معبر إنساني موقت وجزئي، وإزالة الحجارة والأتربة عن جانب واحد من الطريق التي تربط النبطية بمرجعيون عبر جسر الخردلي، لتسهيل مرور المرضى وسيارات الإسعاف والحالات الإنسانية، كما اتفقوا على عدم إشعال الإطارات راهناً حتى إشعار آخر.
ولم تُسجل أية إحتكاكات مع الأجهزة الأمنية وعناصرالجيش والدرك، الموجودة أصلاً منذ بدء الإحتجاجات، بكامل الجاهزية لحفظ الأمن والسلامة العامة، وسط دعوات لـ»الأهل في منطقة مرجعيون، القليعة، الخيام، دبين، بلاط، كفركلا، وإبل السقي، للنزول بقوة إلى الشارع، والتجمع، عند مثلث حاصبيا – مرجعيون – الخيام، في «وقفة تضامنية سلمية مع وجع الناس». وألقيت كلمات ندّدت بفرض الضرائب الجائرة، والسياسة المتبعة التي أفقرت الناس، وأوصلت البلد لهذه الأوضاع الصعبة.

كذلك، استمر إقفال ابواب المصارف والمدارس والمؤسسات، وبعض المحال التجارية، في ظل انكباب المواطنين في عطلة نهاية الأسبوع، على شاشات التلفزة، لمتابعة التحرّكات الشعبية، في مختلف المناطق اللبنانية، وسط تصاعد النقمة إزاء تدهور الأوضاع الإقتصادية، وتراجع قيمة العملة الشرائية مقابل الدولار، وتوجّه الحكومة لفرض ضرائب جديدة تُثقل كاهل الشعب اللبناني، بخاصة أصحاب الدخل المحدود، وهم في حال ترقب لتجدّد الإحتجاجات، وتساؤلات ترتسم إلى ما ستؤول إليه الأحوال.

وفي السياق، ونظراً للإحتجاجات السائدة في البلاد، تمّ تأجيل عدد من المناسبات السياسية والدينية، التي كانت ستقام في المنطقة في نهاية الأسبوع، إلى موعدٍ يُحدّد لاحقاً. وعمّت الإحتجاجات والإعتصامات في اليومين الأخيرين، الكثير من البلدات في أقضية مرجعيون وحاصبيا وبنت جبيل، في الخيام وإبل السقي، سوق الخان، الحاصباني، ميمس، باب الثنية، كفركلا، عديسة، مركبا، حولا، ميس الجبل ودير ميماس.

وتجمع المعتصمون، عند مثلث دير ميماس الذي يربط النبطية بمرجعيون عبر جسر الخردلي، بازديادٍ لافت، رافعين لافتات «كلن يعني كلن»، وعقدوا حلقات الرقص والدبكة اللبنانية، على وقع الأغاني اللبنانية والأناشيد الوطنية.

وقطعت الطريق الدولية التي تربط البقاع بالجنوب عند نقطة مفترق ميمس منذ الصباح بالأتربة إلّا للحالات الإنسانية، وعمل المحتجون على نصب خيمة إعتصام وسط الطريق، في ظل ارتفاع عدد المحتجين الذين أتوا الى هذه النقطة من مختلف قرى وبلدات قضاء حاصبيا.