IMLebanon

لبنان امام 48 ساعة مفصلية

راهن الفريق الحاكم على “الويك أند” علّه يثبّط عزيمة الثوار. توقّعوا ان يتعب هؤلاء من الشارع مع مرور الوقت. هم تسمّروا امام شاشاتهم في الساعات الماضية يراقبون المستجدات على الارض، فخيّبت الوقائع رهاناتهم. عطلة نهاية الاسبوع، بحسب ما تقول مصادر سياسية مراقبة لـ”المركزية”، شكّلت الدليل القاطع الى ان الثوار في الطريق ليبقوا، ولن يخرجوا منه قبل تحقيق مطالبهم. لا العوامل المناخية ستؤثر بهم، ولا أوراق اصلاحية او حلول نصفية. هم يريدون اعلان الحكومة استقالتها ثم الذهاب الى انتخابات نيابية مبكرة، فالعمل على استرداد الاموال المنهوبة. خريطة طريقهم ومطالبهم واضحة، تضيف المصادر، وكل ما دون ذلك، لن يرضوا به. وقد قطعت عزيمتهم على البقاء في الطرقات والساحات في اليومين الماضيين، اي شكوك باحتمال تراجعهم تساور أهل السلطة، بـ”يقين” أعدادهم التي ارتفعت في نقاط تجمّعهم.

الصورة التي ارتسمت في الامس لا سيما منها السلسلة البشرية التي ربطت اللبنانيين الثائرين من طرابلس الى صور، تركت أثرا بالغا لدى المكونات الوزارية وزادت من إرباكها، دائما حسب المصادر. فأمام هذا المشهد الذي يؤكد ان ثمة أمرا واقعا جديدا على الارض، تجاوز الاحزاب والتركيبة السياسية الحالية برمّتها، وجدت القوى الحاكمة نفسها في بيت اليك، فكثفت اتصالاتها الداخلية وبين بعضها البعض بحثا عن مخارج. بحسب ما تقول المصادر، فإن حزب الله المتمسك بالحكومة باشر سلسلة مشاورات شملت حلفاءه لا سيما جنوباً، طالبا منهم إخراج مناصريهم من الشارع. ووفق المعلومات، فإن حارة حريك قد يكون لها موقف جديد في الساعات القليلة المقبلة، من التطورات على الارض، ما لم يُصر سريعا الى فتح الطرق واعادة الحياة الى طبيعتها. أما تيار المستقبل، فيجري بدوره قراءة متأنية للحوادث المتسارعة، ومن غير المستبعد ان يخرج بموقف منها، على لسان رئيسه رئيس الحكومة سعد الحريري، بين اليوم وغدا. أما التيار الوطني الحر، فهو أيضا يكثف لقاءاته واتصالاته الداخلية ومع الحلفاء، وقد اجتمع كوادره اليوم في مركزية التيار في ميرنا الشالوحي، قبل ان يزور وفد من نوابه رئيس مجلس النواب نبيه بري في عين التينة، عارضا لملفات الساعة.

ووفق المصادر، فإن خيار فتح الطرق بالقوة لا يزال مستبعدا خاصة ان الاجهزة الامنية والعسكرية، تعتبر ان الحل للازمة الناشئة، يجب ان يكون سياسيا لا “أمنيا” وان دورها “حماية” المعتصمين لا “الانقضاض” عليهم.

الا ان ضغوطا كثيرة تمارس من قِبل الحزب والتيار على ما يبدو، للدفع الى انهاء حال الفوضى في الطرق الحيوية واعادة الحركة عليها الى طبيعتها في الساعات القليلة المقبلة، للتخفيف من الضغط الذي يشكّله تقطيعُها، على المشاورات السياسية. وقد تحدثت مصادر أمنية اليوم عن “خطوات ستتخذ خلال الساعات المقبلة لفتح الطرقات”.

في الانتظار، تقول المصادر ان الساعات القليلة المقبلة ستكون مفصلية في تحديد مسار الامور في البلاد. والاسئلة هنا كثيرة، هل سيرضى حزب الله والتيار الوطني الحر بتشكيل حكومة جديدة من الاختصاصيين، خالية من اي اسماء حزبية أو “نافرة” وبرئاسة الرئيس الحريري؟ ام ستستمر الفيتوات المتبادلة بحيث يبقى “الحزب” رافضا تغيير الحكومة ويبقى الفريق الرئاسي رافضا اي تركيبة لا تشمل الوزير جبران باسيل في صفوفها، و”إلا فليخرج الاخير ومعه الحريري من الحكومة العتيدة”، على ما تردد؟ وهنا، تعتبر المصادر ان استبعاد الرئيس الحريري ليس سهلا لاعتبارات دولية اولا، وداخلية ثانيا، اذ يعني سقوط التسوية التي قامت على ان يكون الرئيس ميشال عون في بعبدا والحريري في السراي لا سيما بعدما خرجت منها القوات اللبنانية. فهل سيتوصل الفريق الحاكم الى حل قريبا.. أم سيستمرون في التخبط ممددين عمر الثورة وقطع الطرقات والازمة المالية-الاقتصادية؟