IMLebanon

حال من الارباك في القطاع التربوي… ما مصير العام الدراسي؟

حال من الارباك يسود القطاع التربوي، الذي بات عاجزا عن اتخاذ قرار بالاقفال او بفتح المدارس امام الطلاب خوفا من ضياع العام الدراسي، خاصة في ظلّ الكر والفر بين “الثوار” الذين يطالبون بحقوقهم المشروعة و”السلطة” المتمادية في التعنت والتباطؤ في اجتراح الحلول، ما يعوق عودة الامور الى طبيعتها، وبالتالي عودة الطلاب الى مدارسهم.

في ظل هذه الاجواء، باتت المدارس عاجزة عن اتخاذ القرار بفتح ابوابها أو لا، بعد ما حصل أمس. ذلك ان على اثر إصدار وزير التربية والتعليم العالي اكرم شهيب قرارا باستئناف الدروس ابتداء من صباح اليوم، بعد أن قرر “الثوار” فتح الطرقات وحصر التظاهرات بالساحات، وإعطاء فرصة للسلطة السياسية للتعبير عن حسن نيتها من خلال البدء بالاستشارات النيابية الملزمة لتكليف شخصية بتشكيل حكومة قادرة على انتشال البلاد من الفساد الذي ينهب خيراتها منذ عقود، ما لبثت ان تجددت التحركات الاحتجاجية مساء، ما دفع بوزير التربية، الى الاعلان عن ترك قرار استئناف الدراسة لمدراء المدارس حسب تقييمهم للاوضاع.

هذا القرار يطرح اكثر من علامة استفهام حول المساواة في التعليم، خاصة بالنسبة لتلامذة صفي البروفيه والبكالوريا، الذين سيخضعون للامتحانات الرسمية. ففي المدارس النائية، فتحت المدارس ابوابها كالنبطية وعكار والجبل والبقاع وغيرها من المناطق البعيدة عن تجمعات المتظاهرين وحركات الاحتجاج، في حين ان تلامذة المتن وبيروت وضواحيهما قابعون في منازلهم بانتظار الفرج.

الارباك انعكس بوضوح على المدارس الكاثوليكية التي أعلنت أمس عن فتح ابوابها امام التلامذة، لكن ما لبثت ان تراجعت عن قرارها بعد ما شهدته معظم المناطق ليل أمس من إقفال للطرقات، خوفا على سلامة طلابها، وعمدت الى ارسال رسائل نصية قبيل منتصف الليل لإعلام الاهل عن قرارها بالاقفال، حتى ان بعض المدارس انتظر حتى صباح اليوم لاعلام الاهل بقرار تعليق الدروس، أملاً منها بعودة الهدوء والامن صباحا.

امام هذا الواقع يطرح السؤال الاتي: هل تفتح المدارس ابوابها غداً؟ وهل سيضيع العام الدراسي؟ سؤال حملناه الى امين عام المدارس الكاثوليكية الاب بطرس عازار الذي فضّل عدم التعليق مكتفياً بالقول: “حق التلميذ في التعلّم مقدس، ولا يبنى وطن الا على العلم والثقافة”.

أوساط تربوية اعتبرت “ان خسارة السنة الدراسية تعني خسارة البلد، لأن الطلاب هم مستقبل لبنان”، مضيفة: “علينا التفكير في المستقبل وليس في اليوم فقط، كيف سنبني بلد الغد إذا بقي هذا الجيل بلا مدرسة؟”