IMLebanon

رغبة الشارع تتحقق.. والانتفاضة استقبلت خلف منتصرة

لم تكن الانتفاضة على علم بأنّ انتصاراً جديداً ينتظرها في ختام شهرها الأوّل، إلّا أنّ انتخابات نقابة المحامين في بيروت أعطتها طعماً مختلفاً، إذ سجّلت الانتفاضة الشعبية هدفها في مرمى الأحزاب، أي السلطة. يومٌ حافلٌ قضته نقابة المحامين في بيروت، فبدل تحقيق رغبة الأحزاب في مثل هذه الانتخابات، تحقّقت رغبة الشارع بفوز المحامي المستقلّ ملحم خلف بمنصب نقيب المحامين في بيروت.

فاز المحامي خلف في انتخابات نقابة المحامين على المرشّحين الآخرين لمنصب النقيب، وهما بيار حنّا الذي تدعمه «القوّات اللبنانية» وناضر كسبار الذي تكتّلت الأحزاب لتأييده.

وسبق انتخاب النقيب انتخاب 6 أعضاء لمجلس النقابة من بينهم خلف وحنّا وكسبار. وانسحب مرشّح «القوات» لصالح كسبار، إلّا أنّ خلف نال 2341 صوتاً مقابل 1532 لمنافسه، أي فاز بفارق 809 أصوات. وأتت النتائج لانتخابات عضوية المجلس على الشكل الآتي: ملحم خلف 2062 صوتاً، بيار حنا 1703، سعد الدين الخطيب 1699، ناضر كسبار 1681، ابراهيم مسلّم عضواً خامساً (1480 صوتاً) ويبقى لسنة واحدة تنتهي في 15 تشرين الثاني من العام المقبل، وعزيز طربيه عضواً رديفاً 1286 صوتاً.

واعتُبر فوز خلف «انتصاراً جديداً» للانتفاضة الشعبية ولمطالب الشباب اللبناني في الساحات، إذ انتصرت الاستقلالية على الحزبية بعد أن دعمت الأحزاب كسبار في مواجهة خلف. وشهدت القاعة تصفيقاً وصخباً وهتافاتٍ داعمة للثورة «ثورة، ثورة»، كما ردّد المحامون «هيلا هيلا هيلا هيلا هو، ملحم نقيب مش حزبي يا حلو».

وقال خلف بعد إعلان فوزه: «ستكون نقابة المحامين الضمان لقيام الدولة التي نريدها، دولة عادلة وتقبل ولا تخشى تداول السلطة»، آملاً «أن يمتدّ مشهد العرس الذي نعيشه اليوم على مساحة الوطن»، مؤكّداً أنّ «نقابة المحامين ستكون الحصن المنيع للحريات العامة وحقوق الناس». وعندما توجّه خلف بكلمته لشكر سلفه، أطلق المحامون هتافاتٍ، أزعجت النقيب السابق أندريه شدياق.

وتوجّه خلف مساء أمس إلى ساحة الشهداء ووصل إلى خيمة المحامين حيث استُقبل على وقع الأغاني والهتافات. ويُذكر أنّ خلف يحمل إجازة في الحقوق من جامعة القديس يوسف، ودكتوراه في القانون من جامعة مونبيلييه الفرنسية. وأسّس عام 1985 جمعية «فرح العطاء»، وهي منظمة غير حكومية تُعنى بتعزيز السلم الأهلي وترسيخ قيم التسامح وتوفير مساحة للحوار بين مختلف الأديان.

أمّا كسبار، فهنّأ خلف معتبراً أنّ «النقابة أكّدت المؤكّد بحيث انتصرت الاستقلالية بمطالب الثورة»، مشيراً إلى «أنّه لم يكن مدعوماً من أيّ حزبٍ في الدورة الأولى، لكن رغم ذلك «حصلت على ١٦٨١ صوتاً متجاوزاً عدد الأصوات التي حصلت عليها في الدورة الثانية، ممّا يدل على أنني لم أحصل في هذه الدورة على أصوات حزبية، خصوصاً أنّ قسماً كبيراً قد غادر ولم يصوت».

انتخابات طرابلس الفرعية لعضوية نقابة المحامين

حقّقت المحامية باسكال أيوب المرتبة الأولى في انتخابات عضوية نقابة المحامين في الشمال ونالت 406 أصوات، ونال المحامي نشأت فتّال ٣٩١ صوتاً، ونال المحامي أسامة ديب 305 أصوات ليفوز بمركز عضو رديف. وانطلقت الانتخابات الفرعية صباحاً واقترع خلالها ٩٨٧ محامياً من أصل ١٢٥٢ سدّدوا اشتراكاتهم و49 ورقة بيضاء.

وقالت المحامية ديب لـ«الجمهورية» بعد إعلان النتائج: «أتعهد العمل مع المجلس بكافة اعضائه لما في مصلحة النقابة واكرر شكري للجميع من دون استثناء. شاكرةً «كلّ زملائي المحامين واخصّ بالذكر زميلاتي الصبايا اللواتي كنّ مصدر قوة لي». أمّا فتّال فشكر بدوره كلّ المحامين على الروح الديمقراطية التنافسية، واكّد العمل مع جميع الاعضاء لما فيه خير النقابة.

اتّخذت المعركة طابعاً سياسياً رمادياً، لكنّها اغتنت بشعارات مهنية بعيدة عن كل الاصطفافات لتصبّ في مصلحة المحامين وتحسين ظروفهم المهنية والاقتصادية. واتّجهت الأنظار نحو معركة على مراكز العضوية للمجلس وسط زحمة المرشحين:

المحامية پاسكال أيوب، يدعمها بعض النقباء السابقين مع تأييد شريحة من «القوات» و«التيارالوطني» و«حركة الاستقلال»، والتيارات السنّية والمستقلين.
المحامي نشأت فتّال، مرشح «تيار الكرامة» ويدعمه بعض قوى ٨ آذار وعدد من النقباء السابقين والمستقلين.

المحامي أسامة ديب، يدعمه حزب البعث وتيار «المردة» وعدد من احزاب ٨ آذار المسيحية والسنية والشيعية وعدد من المستقلين.

المحامي فادي محسن يدعمه «تيار العزم» بالاتفاق مع «المستقبل» الذي سحب مرشحته بعد الاتصالات و بناءً على وعد قديم بتبنّي مرشح «العزم» كما حظي محسن بدعم شريحة واسعة من الأحزاب السنّية والمسيحية والمستقلين.

المحامي عبد السلام الخير، نقابيٌ سابق مستقل ويحظى بدعم شريحة من المستقلين ونقباء سابقين.

المحامي كميل غصن، مرشّح مستقل يدعمه حزب الكتائب ومستقلّون.