IMLebanon

العراق الحدودي والنفطي آخر ورقة قد تبيعها طهران!

أكد ممثل المرجعية الشيعية العليا في العراق، علي السيستاني، أن استقرار البلاد رهن بحصر السلاح في يد المؤسسات الشرعية. وندد بقتل وخطف المحتجين في الآونة الأخيرة، وحث الدولة على السيطرة على استخدام الأسلحة. كما دعا السيستاني في خطبة الجمعة (امس) عبر ممثل له في مدينة كربلاء القوات المسلحة إلى أن تظل مهنية وموالية للدولة وبعيدة عن النفوذ الأجنبي. إلى ذلك، اعتبر أن المعركة الحالية في العراق يجب أن توجه إلى الإصلاح، قائلاً:” من هزم داعش قادر على قيادة معركة الإصلاح في العراق”.

وفي ما يتعلق بالتظاهرات، قال أحمد الصافي، ممثل السيستاني إن معظم المحتجين متمسكون بالسلمية. كما دان الاعتداء على المتظاهرين السلميين على جسر السنك في بغداد قبل أيام، فضلاً عن مهاجمة وقتل وخطف المحتجين. كما وجه تحية إلى من وصفهم بالمقاتلين الأبطال، في ذكرى النصر وهزيمة داعش التي حلت قبل أيام، كل الذين سقطوا في العراق دفاعاً عن الوطن في وجه الإرهاب. وشدد على ضرورة إعادة بناء القوات العراقية المسلحة ضد أي عدوان خارجي. ودعا إلى إعادة بناء المناطق المحررة من داعش، قائلاً “يجب العمل لتحسين الوضع المعيشي في المناطق المحررة وإعادة النازحين”.

مواقف المرجع العراقي، وفق ما تقول مصادر دبلوماسية لـ”المركزية”، ليست الاولى من نوعها من حيث المضمون. فالرجل دأب منذ اندلاع الحركة الاحتجاجية في البلاد على المطالبة بتلبية ما ينادي به المتظاهرون، أكان على الصعيد المعيشي او السياسي.

فهو، بما له من تأثير وثقل في بلاد الرافدين، لا ينفكّ ينادي من جهة، بتحقيق الاصلاحات ومحاربة الفساد الذي نخر مفاصل الدولة العراقية وأفقرها وحوّل شبابها الى عاطلين عن العمل ومعظم شعبها الى فقراء، ومن جهة ثانية، باعادة الكلمة في ادارة البلاد والعباد، الى بغداد وإبعاد النفوذ الاقليمي والخارجي عنها، غامزا هنا من قناة التدخلات الايرانية المستمرة في شؤون العراق.

فغداة استقالة عادل عبد المهدي من رئاسة الحكومة الاسبوع الماضي، دعا السيستاني في حينه، إلى اختيار رئيس حكومة عراقي من دون “تدخل خارجي”. وبعد هذا الموقف الحازم، انتقل اليوم الى المطالبة بحصر السلاح بيد المؤسسات الامنية والعسكرية “الشرعية” العراقية، فقط.

والحال ان “الحشد الشعبي” وفصائل اخرى كثيرة موجودة على الارض، تمدّها ايران بالسلاح والعتاد منذ سنوات، وقد تحوّلت في الآونة الاخيرة، اداة لقمع المنتفضين، خاصة وان هؤلاء أظهروا في اكثر من محطة رفضهم لسطوة ايران على قرار العراق وثرواته، عبر حرق قنصليات لايران في العراق وصورا لمرشد الثورة الايراني علي خامنئي، اكثر من مرة.

غير ان المصادر تقول ان مسار “التحرّر” في العراق يبدو طويلا ومعقدا، ذلك ان ايران لن تتنازل عن ورقة العراق، لا عسكريا ولا اقتصاديا ولا سياسيا، بسهولة، في نزاعها القائم مع الدول العربية من جهة، والغربية والولايات المتحدة، من جهة ثانية.

وفي رأي المصادر، قد تطرح طهران نفوذها في لبنان او اليمن او سوريا، على طاولة المباحثات مع واشنطن متى تدق ساعتها، لكن آخر ما ستتخلى عنه هو حضورها في العراق، لاعتبارات كثيرة ابرزها يتعلق بموقعه الجغرافي على حدودها وثروته البترولية…