IMLebanon

فرصة ماكرون الاخيرة للسياسيين: هل يلتقطونها ام يضيّعونها؟

حط وزير خارجية فرنسا جان ايف لودريان في لبنان، وجال على المسؤولين، من قصر بعبدا الى المجلس النيابي فالسراي فالخارجية، وتحدّث بوضوح تام في الاجتماعات المغلقة وامام الاعلام، محذرا ومنبها من استمرار السلطة في ادائها الحالي، مصوّبا بالمباشر على عدم اتخاذها اي خطوة عملية فعلية حقيقية تدل الى انها باشرت محاربة الفساد وتنوي الاصلاح، متوقفا عند تعاطيها غير المشجع مع ازمة قطاع الكهرباء… لكن لم يكد الرجل يغادر حتى انتفض عليه رئيس الحكومة حسان دياب، مشيرا الى انه لم يحمل في زيارته اي جديد وان لديه نقصا في المعلومات حول خطوات الحكومة الاصلاحية!

الخميس، كانت ساعة الحقيقة، وفق ما تقول مصادر سياسية مراقبة لـ”المركزية”. على وقع الانفجار الهائل الذي هز بيروت الثلثاء والذي تتحمّل مسؤوليته الاخلاقية – السياسية الطبقة الحاكمة التي عرفت بوجود امونيوم في مرفأ بيروت ولم تتحرك، حمل الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون نفسه على عجل الى العاصمة المنكوبة. لن نغوص في شق زيارته الشعبي وما سمعه وقاله للناس الجريحة اليائسة، بل سننتقل الى ما قاله للطبقة السياسية، أكان في بعبدا او في قصر الصنوبر. هو سمح لنفسه من باب الصداقة، وبكثير من التواضع والصرامة، كما قال، بجمع الاقطاب وإفهامهم أنهم كلّهم مسؤولون وأنهم كلّهم لا ثقة بهم لا محليا ودوليا، وانهم اذا استمروا في ادائهم وادارة البلاد على هذا المنوال، ولم يتمرّدوا على هذا السلوك ويبدّلوه من الجذور، فإنهم سيقودون لبنان الى الجوع والفقر والعتمة الشاملة التامة. وبعد هذا التأنيب، أمهلهم فرصة اخيرة، تنقضي في 1 ايلول المقبل، لإنجاز هذه النقلة النوعية “وإلا”. نعم، لوّح بأن سيكون لباريس كلام آخر، في حال لم ينجح هؤلاء في المهمة…فهل استوعبت السلطة هذه المرة حجم خطورة الوضع ام لا؟ هل أيقظها زلزال العنبر 12 وهزّتها عصا الرئيس ماكرون، ام لا؟

الجدير ذكره، بحسب المصادر، ان الرئيس الشاب لم يكن يتحدث باسم بلاده فقط، بل العالم الغربي والعربي من واشنطن الى الرياض. “عن جدّ” اليوم، هي الفرصة الاخيرة.. فكيف ستتعاطى معها السلطة؟ هل سنرى رئيس الجمهورية يدعو خلال ساعات الى طاولة حوار وطني؟ هل ستقرر القوى السياسية راعية الحكومة سحب الثقة منها وتغييرها؟ هل ستقرر رفع يدها عنها وتركها – اللهم ان كانت هي راغبة وقادرة – تركها تعمل وتنجز تعيينات ادارية جدية نزيهة شفافة، وتحدد مجالس ادارة وهيئات ناظمة مفقودة منذ سنوات، وتضع خطة حقيقية للنهوض بقطاع الكهرباء وبالاتصالات وترشّق الادارة وتفتح الطريق امام التشكيلات القضائية، وتوحّد خطتها الى صندوق النقد؟ ام جريا على عادتها، ستكابر قوى العهد و8 آذار، وتتمسّك بنظرية الـ97%، وترى في موقف ماكرون تدخلا في الشأن اللبناني وموقفا أميركيا “امبرياليا” بالواسطة؟ عندها ستكون توقّع وثيقة وفاتها بيدها، خاصة في ظلّ غضب شعبي عارم – يفوق مفاعيل زلزال 4 آب – يعتمل في الصدور سينفجر بها قريبا اذا واصلت تحدّي وجع الناس وجراحهم …