IMLebanon

عين روسيا على لبنان… مراقبة عن بعد لعدم تعكير المبادرة الفرنسية

إذا كان من أمل معقود على ان يقفل العام 2020 على حكومة، ولو بنسبة 1%، نتيجة “شيء ما” قد يحمله الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون معه في زيارته الثالثة لبيروت الثلثاء والاربعاء المقبلين، فإن الاعلان الرئاسي الفرنسي اليوم عن اصابة ماكرون بفيروس كورونا وعزل نفسه سبعة ايام وتاليا الغاء كل رحلاته الى الخارج، بما في ذلك زيارته المقررة للبنان، بددت حتى فتات الامل هذا، وأكدت المؤكد لجهة ان لا حكومة ولا انقاذ ولا خلاص للبنان بوجود المنظومة السياسية الحاكمة التي تمنع الاوكسيجين عن لبنان واللبنانيين في لحظة اختناقهم.

هذه المنظومة التي تستخدم كل انواع الاسلحة دفاعا عن محمياتها السياسية والطائفية على حساب دماء الابرياء، على غرار ما تفعل في قضية التحقيقات في انفجار مرفأ بيروت الذي تتحمل كاملة مسؤوليته، ولو بغياب الادلة الحسية، ليست في وارد تشكيل حكومة، ببساطة لأن مصلحة راعيها الاقليمي يناسبها بقاء لبنان معلقا على حبل مشنقة تتحكم بعياراتها لتحقيق مآربها الاقليمية والدولية فيما هي تتفرج على مأساة ومعاناة شعبها الذي يجب الاقرار بأن جزءا منه يتحمل مسؤولية كبرى في استمرار تحكم هذه الطبقة بمصيره نتيجة مرض التبعية والولاء الاعمى للزعماء، ولو على حساب كرامته وحياته.

وبعيدا مما اذا كان ماكرون سيعود قريبا الى بيروت لاستكمال مبادرته ومحاولة اخراجها من غرفة العناية الفائقة قبل اعلان وفاتها، توضح اوساط سياسية قريبة من العهد لـ”المركزية” ان لا حكومة في وقت قريب، ولا قبل شباط المقبل على الارجح، ليس ربطا بتسلم الرئيس الاميركي المنتخب جو بايدن مقاليد الحكم في بلاده وانتظار فرز الخيط الابيض من الاسود على مستوى الملف النووي الايراني وما قد يستجد، كما يعتقد البعض، بل لأسباب داخلية محض. ذلك أن التعقيدات التي تتحكم بالملف اكثر من ان تحصى والصراع الناجم عن الخلاف حول الخيارات السياسية بلغ اوجه، بما يعرقل اي جهد يبذل على خط التشكيل في هذه المرحلة.

بيد ان الاوساط تؤكد ان لبنان لن يكون متروكا خلال هذه الفترة، كاشفةً عن تواصل فرنسي-روسي بشأن الازمتين اللبنانية والسورية وعن دعم موسكو للمبادرة الفرنسية لإنقاذ لبنان واستعدادها للمساعدة ان دعت الحاجة، فهي لا تريد الدخول على الخط اللبناني مباشرة لعدم نسف المبادرة او التشويش عليها. غير انها، وإزاء الجمود الخطير الحاصل وعدم احراز اي تقدم في اتجاه تنفيذ بنودها، قد توفد الى بيروت مسؤولا في النصف الثاني من كانون الثاني في زيارة دعم وتأييد للمبادرة الفرنسية وحث القوى السياسية على استعجال تشكيل حكومة والشروع في خطوات الانقاذ، قبل ان يسقط الهيكل على رؤوس الجميع وينتقل تحذير وزير خارجية فرنسا جان ايف لودريان من نظري الى عملي.