IMLebanon

شامل روكز لـ “الأنباء”: إمكانية الانسجام بين عون والحريري معدومة

 

رأى نائب كسروان المستقل العميد الركن المتقاعد شامل روكز، ان المراوحة في تشكيل الحكومة، تؤكد على انعدام المسؤولية لدى خمسة وستة اشخاص يتفردون بتحديد مصير لبنان واللبنانيين، ويغرقون البلاد في التجاذبات والمناكفات والفوضى السياسية، معتبرا من جهة ثانية ان أكثر ما يدعو للسخرية، هو ربط البعض ولادة الحكومة، بتسلم الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن زمام السلطة، وكأن الاخير سيدخل البيت الأبيض متأبطا ملف لبنان دون سواه، وليس من أولويات لديه سوى حكومة لبنان وترتيب الوضع اللبناني، معربا بالتالي عن أسفه لكون المعنيين بتشكيل الحكومة، يماطلون ويسوفون ويتقاذفون التهم على مدار الساعة بانتظار هبوط الوحي، فيما الشعب يعاني مرارة الفقر والجوع والعوز، إضافة إلى معاناته مع الشأنين الصحي والتربوي.

ولفت روكز في تصريح لـ«الأنباء» الى ان دعوة البطريرك الراعي مشكورا، الى لقاء وجداني ومصالحة بين الرئيسين عون والحريري، لا تخدم ازمة تشكيل الحكومة، ولن تصل الى أي مكان مطلوب شعبيا، لان امكانية الانسجام بين الرجلين معدومة على كل المستويات، فيما امكانية تمرير المصالح وابرام التسويات، هي الاقرب الى النفاذ، وهو ما ليس للشعب اللبناني أي مصلحة به، وما لن يرضى به على الاطلاق، مذكرا بأن البطريرك الراعي، تدخل شخصيا لإصلاح ذات البين، إلا انه خرج خائب الظن وخالي الوفاض، نظرا لحجم انعدام الثقة بين المعنيين بتشكيل الحكومة، معتبرا ان تأليف الحكومات، لاسيما الانقاذية منها، ليس خدمة لاحد، لا لأي فريق سياسي، ولا لأي محور اقليمي ودولي، انما هو مسؤولية وطنية كبرى تجاه الشعب، وعلى المعنيين بالتأليف التحلي بها.

وعليه، أكد روكز ان الازمة هي ازمة نظام، اكثر منها ازمة شكل الحكومة ومضمونها، والمطلوب بالتالي، تعديل النظام في لبنان بما يلزم المعنيين، تأليف الحكومة خلال مدة معينة، ومن منطلقات وطنية، وبمعيار واحد الا وهو مصالح الشعب لا غير، مؤكدا ان ثقة المجلس النيابي للحكومة العتيدة، في ظل الطلاق الحاصل بين الشعب والقوى السياسية، مجرد شكليات دستورية لا قيمة لها امام ثقة الناس والمجتمع الدولي.

وردا على سؤال، ختم روكز واصفا ما تشهده الساحة الداخلية من شحن طائفي، ومن مهرجانات وخطابات وبيانات ومواقف مذهبية، بعدة العمل لتقطيع الوقت وإلهاء الرأي العام بأمور لا طائل منها، فالشعب غير آبه لا بتمثال هنا ولا بصورة هناك، لان ما يهمه فقط، هو تشكيل حكومة مستقلة بصلاحيات استثنائية، تنتشله من مستنقع الفقر والعوز الذي اغرق فيه، وتحمي وتعزز العنوان الاساسي للدولة اللبنانية، الا وهو «السيادة والحرية والاستقلال»، وذلك من خلال الجيش اللبناني وحده دون سواه.