IMLebanon

روسيا ترفض المؤتمر الدولي وتدعم الحريري لقطع طريقه!

في انتظار ما سيقوله امين عام حزب الله السيد حسن نصرالله العائد وفده للتو من زيارة لموسكو استمع خلالها اكثر مما تحدث، واطلع على جديد تسويات المنطقة التي تمنح الاولوية راهنا للملف السوري، فيما الساحة اللبنانية عالقة في وسطها، تبدو روسيا، بالاستناد الى المواقف والبيانات والمُسرب من معلومات، لا تحبّذ دعوة البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في شأن ارساء الحل عن طريق مؤتمر دولي انما تفضله داخليا عن طريق الحوار وهو ما ورد حرفيا في البيان الذي اصدرته وزارة الخارجية في اعقاب لقاء الحريري- لافروف في ابوظبي “الشروع في حوار وطني من دون تدخل خارجي”.

قد لا تكون الاشارة هذه موجهة مباشرة للراعي انما لمن يؤيد طرحه من القوى السياسية، بعدما ارتفعت الاصوات المطالبة بمؤتمر دولي يكبح جماح الانهيار الجنوني، او حتى الى الدوائر الفاتيكانية، ان هي كانت خلف طرح بكركي، علما ان اي اشارة لم تصدر حتى الساعة في هذا الاتجاه. ذلك ان موسكو تدرك ادراك اليقين ان اي مؤتمر دولي سيطلق العنان للمحور الغربي الاميركي- الاوروبي لاحكام قبضته على لبنان وتكريس واقع جديد لن تكون فيه الغلبة حكما للسلطة الحاكمة وحزب الله بل العكس على الارجح، فيما تفضل اليوم استمرار التوازن السياسي على حاله مع اتخاذ ما يلزم من اجراءات من اجل انقاذ لبنان من السقطة المدوّية التي تنتظره ان لم تشكل الحكومة سريعاً.

وفي بيان الخارجية المشار اليه توقف اللبنانيون امام ابعاد تسمية موسكو بالاسم الرئيس سعد الحريري لتشكيل الحكومة، فيما هو في عزّ الخصومة مع الرئيس ميشال عون الذي يمكن تصنيفه في محور الشرق بقيادة روسيا فكيف يمكن تفسير هذا التناقض؟

تقول مصادر سياسية مطّلعة على الموقف الروسي: “تعلم موسكو ان الحريري قد يكون الشخصية الاكثر قدرة على الساحة السنية اليوم على جلب مساعدات للبنان هي قطرات الاوكسيجين الوحيدة لانقاذه من موت محتّم، اذا ما اقلعت حكومته، من الغرب كما من العرب، وان اي رئيس آخر لا يملك شبكة علاقات دولية كتلك التي ورثها الحريري الابن عن والده لن ينجح في امتحان الانقاذ، ثم ان شخصية الرجل التي لا تتسم بالحدّية في التعاطي مع القوى السياسية كافة في الداخل اللبناني بمن فيهم حزب الله الذي يعتمد سياسة ربط النزاع معه منذ اعوام طوال تُمكّنه اكثر من غيره من قيادة مرحلة الانقاذ. وترى موسكو ان تشكيل الحكومة إن تم، علما ان ضغوطا دولية هائلة تمارس على المعنيين في لبنان للقفز فوق كل المطبات والافراج عن التأليف، وستبلغ كما يتردد مرحلة العقوبات الاوروبية والاميركية في وقت قريب، من شأنه ان يهدئ الاوضاع او على الاقل يمدها بجرعة مخدر تمنع الانفجار الوشيك الذي من دون شك سيستجلب المؤتمر الدولي ويقلب المعادلات.”