IMLebanon

اميركا تدخل المنطقة من تل أبيب: أمن اسرائيل فوق كل اعتبار!

يبدأ وزير الدفاع الاميركي لويد أوستن جولة غدا السبت تشمل إسرائيل وألمانيا ومقر حلف شمال الأطلسي في بلجيكا وبريطانيا، بحسب ما اعلنت وزارة الدفاع الأميركية في بيان امس، مشيرة الى ان “الوزير أوستن سيجتمع مع نظرائه ومسؤولين كبار آخرين لبحث أهمية العلاقات الدفاعية الدولية وتعزيز التزام الولايات المتحدة بالردع والدفاع وتقاسم الأعباء والأمن الدائم عبر الأطلسي”.

زيارة اوستن الاولى الى الشرق الاوسط سيفتتحها اذا من اسرائيل. وفي اختيار المحطة هذه، رسالةٌ واضحة تُوجّهها ادارة الرئيس الاميركي الجديد جو بايدن الى الحلفاء والخصوم على الساحتين الاقليمية والدولية، فحواها، بحسب ما تقول مصادر دبلوماسية لـ”المركزية”: تل ابيب لا تزال الحليف الاقوى لواشنطن في المنطقة، وأمنُها ومصالحُها أولوية، تعلو ولا يُعلى عليها.

ومن المتوقّع أن يجتمع أوستن مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع بيني غانتس. اما جدول الاعمال المرتقب، فستتصدّره إيران وقضايا إقليمية أخرى مثل سوريا ولبنان. فالجانب الاسرائيلي سيثير بطبيعة الحال، الوجود الايراني في سوريا على حدود الكيان العبري الشمالية، ليؤكد ان هذا الواقع لا يمكن ان يستمر، مع تشديد على لزوم ان ينضبط حزب الله في لبنان تحت سقف القرار 1701.

على اي حال، وفيما ادارة “الجمهوريين” كانت أعطت تل ابيب ضوءا اخضر لضرب اي اهداف ايرانية في سوريا ساعة تشاء وكيفما تشاء، تعتبر المصادر ان هذه الموافقة ستستمر مع “الديموقراطيين” وسيبلغ اوستن مضيفيه بها. وعلى وقع الاتصالات الدولية التي تحّركت مجددا لاحياء التفاهم النووي، سيطمئن الوزير الاميركي مَن سيقابلهم الى ان اي عودة للاتفاق ستلحظ لجمًا لطحشة ايران نحو تطوير الصواريخ البالستية وتخصيب الاورانيوم، في نشاط عسكري مضطرد يقض مضاجع تل ابيب.

كما سيبحث الجانبان في التفاهمات الامنية والعسكرية المبرمة بين الولايات المتحدة وإسرائيل، والتي كان تم التوصل إليها في الأسابيع الأخيرة من عهد ادارة الرئيس ترامب، في شأن الحفاظ على التفوق العسكري النوعي لإسرائيل في المنطقة.

اما في اوروبا، ومع الشركاء في الناتو، فسيطلق اوستن قطار ترميم التحالف مع الاتحاد الأوروبي وتعزيز التنسيق مع الشركاء في مواجهة روسيا والصين. فبعد ان كان ابتعد ترامب بقوة عن حلف الاطلسي وانتقده مرارا مصوّبا على تقصيره ورافضا تمويله، أعلنت واشنطن في نهاية الشهر الماضي، تعهدات تظهر رغبتها في سلوك درب التعاون مجددا وذلك على لسان وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن الذي سعى في اجتماع وزراء خارجية الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي “الناتو”، ومن خلال كلمة اطلقها  خلال قمة قادة الاتحاد الأوروبي، الى مد اليد مجددا لهؤلاء، قائلا لنظرائه في الناتو “لن ترغم الولايات المتحدة حلفاءها على الاختيار بيننا وبينهم”.. من جانبهم، رحّب قادة الاتحاد الأوروبي برسائل واشنطن التي تهدئ كثيرا من مخاوفهم.