IMLebanon

مؤتمر دول الجوار: هل يُتوّج بجمع الملك سلمان ورئيسي؟

يعقد في الربع الاخير من الشهر الحالي مؤتمر “دول الجوار” في العراق، وهو الاول من نوعه منذ اواخر عام 2003. المؤتمر العتيد سيكون محطة اقليمية – دولية لافتة شكلا ومضمونا، بحسب ما تقول مصادر دبلوماسية لـ”المركزية”. فالحضور لن يقتصر على دول جوار العراق سواء العربية او الاسلامية فحسب، بل ستشمل الدعوات دولا اخرى من المنطقة والعالم، حيث من المتوقع ان تشارك كل من فرنسا وتركيا وايران والسعودية وغيرها…

حاليا، تتابع المصادر، التنسيق جار بين باريس وبغداد لوضع جدول اعمال المؤتمر، وللذهاب أبعد ايضا، فيشكل محطة لتهدئة المناخات الاقليمية المتوترة والتقريب بين المتنازعين فيها بما يساعد في استقرارها.

المؤتمر بحد ذاته، تضيف المصادر، سيناقش التحديات السياسية والامنية التي تواجهها دول المنطقة سواء في سياق علاقاتها الثنائية او على صعيد مجمل التحولات والتأثيرات الاقليمية الحالية والمستقبلية، وسيغوص في سبل تطوير التعاون الاقتصادي والنفطي والعسكري ايضا، وفي ضمان امن واستقرار الدول المشاركة وارساء تسويات لأزماتها، وسيمر ايضا على امن الملاحة البحرية عبر المضائق …

ولما كان معظم الحضور يتفق على ان لإيران وأذرعها المزروعة في البلدان العربية، دورا في توتير الاجواء الاقليمية وعرقلة الحلول السياسية للأزمات في المنطقة، تكشف المصادر عن مساع فرنسية – عراقية مشتركة، لعقد اجتماع ايراني سعودي على هامش المؤتمر بين الرئيس الايراني ابراهيم رئيسي وولي العهد السعودي محمد بن سلمان المدعوين للمشاركة مع الرئيسين التركي رجب طيب اردوغان والفرنسي ايمانويل ماكرون كما اسلفنا.

ففيما استضافت بغداد في الاشهر الماضية محادثات بين الرياض وطهران، يريد رئيس حكومة العراق مصطفى الكاظمي ان يستفيد من المؤتمر لعقد اجتماعات مصالحة بين القوتين الاقليميتين، استكمالا لتلك التي عقدت ايام الرئيس الايراني حسن روحاني، علّ هذه المفاوضات تؤسس لتقارب بينهما، فيستفيد من هذا التبريد، العراق كما معظم الدول العربية حيث للجمهورية الاسلامية وللمملكة ثقل سياسي و/أو عسكري.

فهل ينجح الكاظمي في مسعاه التوفيقي هذا؟ لا جواب واضحا بعد، علما ان واشنطن ليست بعيدة عن هذه الجهود وهي في صورتها، وقد زار الكاظمي الولايات المتحدة منذ اسابيع، حيث سمع تشجيعا اميركيا خاصة وأن واشنطن تريد ارساء تسوية طويلة الامد في المنطقة، لكن طبعا ليس على حساب أمنها او امن حلفائها فيها، وما مفاوضاتها مع طهران في فيينا ومحاولاتها احياء النووي الا جزءاً من بازل “الحل الكبير” الذي تعمل على تركيبه…