IMLebanon

اشتباكات عين الحلوة… إيران تحجز مقعدًا في الإقليم 

كتبت نجوى أبي حيدر في “المركزية”:

هل خرجت الاوضاع في عين الحلوة عن السيطرة المحلية، الى ما هو اقليمي وربما أبعد ؟ سؤال يطرحه كل مراقب للتطورات الدراماتيكية المتواصلة  فصولا منذ ستة ايام  في اكبر المخيمات الفلسطينية في لبنان واكثرها حساسية نسبة لتنوع الانتماءات السياسية والحزبية الفلسطينية وتداخل العوامل السياسية في واقع منقسم على نفسه تيارات وقوى عقائدية واسلامية متشددة تتوزع  ولاءات على دول النفوذ في الاقليم.

والحادثة في ذاتها، قد تسجّل في أي دولة ممسوكة امنيّاً، لكنها تأخذ ابعادا مختلفة في لبنان مع مسلسل الانهيارات المتتالية  والخشية من انسحابها على الامن اللبناني بعدما سقطت كل ركائز الدولة السياسية والمؤسساتية والاقتصادية والمالية وتكمن خطورتها في تزامنها مع تطورات اقليمية دقيقة وسقوط كل اتفاقات الهدنة.

فعلى رغم الاجتماعات الفلسطينية – الفلسطينية والفلسطينية- اللبنانية التي عقدت على مدى الايام السابقة، وللمفارقة ان مسؤولين لبنانيين رفيعين على صلة بالملف الفلسطيني اجتمعوا مع مطلوبين للعدالة في قضايا تفجير واغتيال ، من بينهم بحسب معلومات “المركزية”  ابو محجن المحكوم غيابيا بالاعدام في قتل القضاة الاربعة في صيدا، في سبيل ارساء التهدئة وتوصلهم  الى اكثر من اتفاق لوقف النار عُقد آخرها برعاية هيئة العمل الفلسطيني المشترك، تجددت الإشتباكات مساء أمس على الجبهات كافة ، في مواجهات هي الأعنف منذ بدئها يوم السبت الفائت، واستخدمت فيها مختلف أنواع القذائف الصاروخية والأسلحة الرشاشة الثقيلة.

بغض النظر عمن بادر الى خرق الهدنة ،في ضوء تبادل الاتهامات بين “فتح” و”جند الشام” و”الشباب المسلم” وعصبة الانصار” ، تقول مصادر تتابع الملف لـ”المركزية” ان القوى الفلسطينية تلقت تهديدات لبنانية جدية في حال لم تلتزم جميعها بوقف النار ، الا ان لا ضمانة مع بعض هذه القوى ولا احد قادر على اتخاذ القرار والحسم، والصراع إن تحول جمرا سيبقى تحت الرماد، ذلك انه ليس محليا ولا معزولا عما يدور في الاقليم من مساع لعقد مصالحة فلسطينية- فلسطينية بين الرئيس محمود عباس ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس اسماعيل هنية اثر جمعهما في تركيا بمبادرة من الرئيس التركي رجب طيب اردوغان، وقد استبق اللقاء المؤتمرالفلسطيني للمصالحة المنعقد في منطقة العلمين في مصربرئاسة عباس وحضوراركان المنظمة وامناء الفصائل الفلسطينية باستثناء الجهاد الاسلامي والجبهة الشعبية والصاعقة الذين يأتمرون من ايران.واتفق المجتمعون على تشكيل لجنة لاستكمال الحوار لتحقيق الوحدة الفلسطينية.

ان انفجار الامن في المخيم مع اغتيال نائب قائد الامن الوطني العميد ابو اشرف العرموشي واربعة من مرافقيه هو، بحسب المصادر، استهداف لمشروع توحيد الجبهة الفلسطينية ، على خلفية اقصاء ايران عنها، وتجاهل نفوذها ودورها في الاجتماعات التحضيرية للمصالحة، فجاء الرد باغتيال الرجل الفتحاوي، استهادفا لامن واستقرار المخيم الذي تسيطرعليه  حركة فتح، في محاولة  ايرانية من خلال الفصائل الفلسطينية المحسوبة على طهران للسيطرة عليه.

الخشية كل الخشية تختم المصادر، من ان تعمد  تركيا عبرالفصائل المحسوبة عليها الى  السيطرة على مخيم نهر البارد ومخيمات في الشمال والبقاع ، فيما تتولى مصرالسيطرة على مخيمات بيروت وصور، آنذاك يتحول لبنان مجددا الى صندوق بريد سريع للرسائل الساخنة وتهديد السلم الاقليمي بهدف حجز دور وقرار لايران في في المعادلة الاقليمية.