IMLebanon

طهران دعمت حماس وانكفأت: هل ورطتها في طوفان الاقصى؟

كتبت لورا يمين في “المركزية”: 

نفى المرشد الإيراني علي خامنئي، الثلثاء، ضلوع بلاده في هجوم حركة حماس على إسرائيل والذي أودى بحياة المئات من العسكريين والمدنيين من إسرائيل. من جانبه، قال الناطق باسم وزارة الخارجية الإيرانية إن اتهام طهران بالضلوع في العملية المباغتة التي شنتها حركة حماس ضد إسرائيل “تستند إلى دوافع سياسية”، مضيفاً أن طهران “لا تتدخل في قرارات الدول الأخرى، بما فيها فلسطين”. غير ان الكل يعلم، وفق ما تقول مصادر دبلوماسية لـ”المركزية”، ان ايران تُعتبر عرابة حماس وأبرز مموليها وداعميها ماديا ولوجستيا. اي ان “طوفان الاقصى” ما كان يمكن ان يحصل لولا الدعم الايراني للحركة… طهران اذا، تدخّلت وساندت وموّلت، الى ان أوصلت “حماس” الى هذه القوة التي مكّنتها من توجيه صفعة قوية الى اسرائيل، لن تنساها لعقود. وبعد ذلك، تنصّلت وتبرّأت من العملية.

في مقابل الموقف الايراني هذا، الولاياتُ المتحدة قررت ان تتحرك “بعد” الهجوم. هي صحيح تمد اسرائيل بالسلاح منذ عقود، غير انها أعلنت “بصراحة” التحرك عسكريا لمساندة حليفتها الاولى في الشرق الاوسط، اثر المصيبة التي كسرت هيبتها وصورتها.

فقد وصلت حاملة الطائرة الأميركية “جيرالد فورد” إلى أقصى شرق البحر المتوسط، ضمن مساعي توفير الدعم الجوي أو خيارات الضربات بعيدة المدى لإسرائيل إذا طلبت ذلك، وأيضا لزيادة الوجود العسكري الأميركي من أجل منع الحرب بين حركة حماس وإسرائيل من التحول إلى صراع إقليمي أكثر خطورة، حسب ما قال مسؤول أميركي لوكالة “أسوشييتد برس”. وقالت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) إن الطائرات الحربية والمدمرات والطرادات الأميركية التي أبحرت مع حاملة الطائرة “جيرالد فورد” ستنفذ عمليات بحرية وجوية يمكن أن تتراوح بين جمع المعلومات الاستخبارية والاعتراضات والضربات بعيدة المدى… اما اليوم، فحط وزير خارجيتها انتوني بلينكن في تل ابيب داعما ومساندا.

ايران اذا، دعمت ومن ثم “اختبأت” وفق المصادر، وإن كان وزير خارجيتها حسين امير عبداللهيان قرر اليوم ايضا، الشروع في جولة على دول المحور الممانع، بدت كرد على حركة بلينكن… اما الولايات المتحدة، فدعمت، وانخرطت في دعم اقوى بعد ان وقعت الواقعة التي كلّفت اسرائيل اكثر من 1000 قتيل. وتحمل هذه المعادلة، دلالات كثيرة. لعل ابرزها ان واشنطن لن تترك تل ابيب وحيدة وانها ستتحرك وتفعل ما يجب فعله، من اجل خروجها عسكريا و ايضا “سياسيا”، اقوى مِن “طوفان الاقصى”. وهي، اي الولايات المتحدة، لا تُخفي ولا تتردد في إظهار موقفها هذا، ولا تخشى أثمانه، خلافا لطهران التي يبدو انكفأت. فهل يعني ذلك ان تم توريط حماس في “الطوفان” ام ان ايران تترقب اليوم ويمكن ان تعدل عن الاصطفاف التي اتخذته بعد العملية حسب مسار الامور في الميدان والسياسة؟