IMLebanon

اميركا واسرائيل وايران… خطأ الرهان عليهم والركون اليهم

كتب يوسف فارس في “المركزية”:

في ظل الربط القسري للوضع في الجنوب بتطورات الحرب في غزة، تراجعت موجة التفاؤل التي ساورت الكثير من الجهات الرسمية والسياسية اللبنانية حيال التوصل الى اتفاق هدنة في غزة بعدما تظهرت الصعوبات المتعاقبة التي تعترض هذه الهدنة. كما في ظل سقوط المشروع الاميركي لوقف النار في مجلس الامن، في حين رسمت الجولة السادسة التي قام بها وزير الخارجية الاميركي انطوني بلينكن في المنطقة منذ عملية طوفان الاقصى في السابع من تشرين الاول الماضي معطيات مشدودة للغاية، بدا لبنان معنيا بها ولو ان الدبلوماسية الساخنة التي تشهدها عواصم عدة في المنطقة تتمحور حول محاولات وقف الحرب في غزة ولا يطرح فيها الملف اللبناني مباشرة. علما انه بات من المستبعد حصول اي اختراق في الجهود الكثيفة المتواصلة للتوصل الى هدنة في غزة اقله قبل عيد الفطر الامر الذي ينسحب بتوقعات سلبية حيال تواصل او تصاعد المواجهات عند الحدود اللبنانية – الاسرائلية، اذ ان اي تحريك للجهود الدبلوماسية حيال الوضع في الجنوب لا يبدو مجديا قبل عودة الموفد الاميركي اموس هوكشتاين الى مهمته المكوكية بين بيروت وتل ابيب. ولا تشير المعطيات الى امكان قرب هذه العودة بما يعكس عدم امتلاك هوكشتاين الوقائع والضمانات الكافية بعد للتحرك نحو تحقيق نتائج ملموسة في تهدئة الوضع الميداني جنوبا وتبريده تمهيدا لاطلاق المفاوضات حول الملف الحدودي بين لبنان واسرائيل.

رئيس حزب الوطنيين الاحرار عضو كتلة الجمهورية القوية النائب كميل شمعون يقول لـ”المركزية” : من الصعوبة بمكان الحديث عن التفاؤل في لبنان في ظل السلاح المتفلت لدى حزب الله والفصائل الفلسطينية على اختلاف تنظيماتها من جهة، واسرائيل الطامعة منذ قيامها في ارضنا وثرواتنا عدا عن اعتداءاتها وخروقاتها اليومية لسيادتنا من جهة ثانية.

كذلك من الخطأ الركون الى المساعي الاميركية وتحديدا الادارة الحالية فهي في غالبيتها من اليهود او مؤيدة لسياسة اسرائيل بدءا من الرئيس جو بايدن الذي مد تل ابيب بمساعدات مالية وعسكرية بمليارات الدولارات، الى وزير الخارجية انطوني بلينكن والموفد اموس هوكشتاين اليهوديين. هنا لا ننسى ما قام به الاخير في عملية الترسيم البحري عندما اعطى كامل حقل كاريش لاسرائيل على حساب لبنان.

اما بالنسبة الى الرهان على ايران فهو في غير محله ايضا، كونها تقتسم واميركا جلد الدب. طهران لن تغضب راهنا واشنطن التي رفعت الحظر عن تصدير نفطها واعادت لها ما يفوق 112 مليار دولار من ارصدتها المالية المحتجزة في المصارف الخارجية.

ويختم لافتا الى ان اسرائيل همها الوحيد اخذ مكان لبنان في الدول العربية واسواقها باعتباره المنافس الوحيد لها على مختلف الصعد والمستويات.