IMLebanon

دعوة شيعية الى عقدها… هل من قمة روحية في الافق؟

كتبت يولا هاشم في “المركزية”: 

في لقاء تداعى اليه العديد من الإعلاميين والمثقفين في مقر المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى نصرة لفلسطين وتضامناً مع غزة والمقاومة في لبنان وفلسطين، حضره نائب رئيس المجلس الشيخ علي الخطيب وعدد من أركان المجلس، ناقش المجتمعون الأوضاع السائدة في غزة والمنطقة منذ السابع من تشرين الأول الجاري، وأكدوا في بيان “أن الحدث الكبير يستدعي عقد قمة روحية لبنانية عاجلة لاتخاذ موقف يؤكد التضامن اللبناني حيال ما يجري”.

ليست الدعوة الى القمة مفاجئة في ظرف مماثل الا انها تتخذ اهمية من زاوية الجهة الصادرة عنها، “المجلس الشيعي” ذلك ان الدعوات السابقة لعقد قمم روحية لطالما اصطدمت بممانعة المرجعية الشيعية. فهل باتت الأجواء اليوم مهيأة لعقد قمة روحية قريبا؟

مصادر معنية بالاعداد للقمم الروحية تؤكد لـ”المركزية” أن “منذ زيارة البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي للجبل، في أيلول الماضي، عاد الحديث عن عقد قمة روحية في ظل الأوضاع الصعبة التي تمرّ بها البلاد، لكن اليوم أصبح الأمر أكثر صعوبة في ظل المستجدات الأمنية في غزة وبالأخص في الجنوب. بدأت وقتها خطوات عملية لتحديد موعد القمة في شهر تشرين الثاني المقبل. وسارت الامور بهذا الاتجاه من اجل تذليل الصعوبات أو تسهيل بعض المهمات أمام القوى السياسية لتنفيذ الاستحقاقات الأساسية في حينها. لكن المحطة الأساسية باتت التطورات في الجنوب، لأن الاستقرار الأمني يسبق السياسي. صحيح ان الأمور مرتبطة بعضها ببعض لكن هناك عدو اسرائيلي يهاجم.

وتمنّت المصادر أن يعقد مجلس النواب اجتماعاً طارئاً وانتخاب رئيس في ظل الخطر الداهم الذي يواجهه لبنان، وهذه أمنية القوى الروحية ويذكرونها دائماً في صلاتهم ودعائهم، لكن الأمور لا تسير كما يشتهي رؤساء الطوائف الروحيون. وتضيف إن الموضوع أصبح اليوم دقيقاً، لا يمكن ان نُحتِّم انعقاد القمة في ظل التطورات الأمنية التي تزيد خطورة في الوضع الراهن. كنا نعمل على التحضيرات لعقدها في تشرين الثاني، لكننا اليوم نترقب التطورات وإمكانية حصول أي ضربة على لبنان، لا سمح الله، إذ لا يمكن عندها عقد قمة. من جهتنا لا يمكننا ان نتوقع، حتى أبرز المحللين السياسين لا يعلمون، وحتى رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي السابق وليد جنبلاط خلال مشاركته في الاجتماع الموسّع أمس في دار الطائفة الدرزية، تمحور حديثه حول حول “قد تقع الحرب في لبنان” وركّز على كلمة “قد” إذ لا يمكن أن يحسم الأمر بشكل نهائي. فقد دعا حزب الله لعدم الانخراط في حرب، الذي أعرب بدوره عن تفهمه للوضع، بأن الضربة على لبنان ستؤدي الى انتكاسة اقتصادية، تضاف إلى الأزمات التي يعاني منها لبنان أصلاً، إضافة الى ذلك هناك الموقف الاسرائيلي، وهل تلقت اسرائيل أي اشارة لإعلان أي حرب معينة؟ لذلك الوضع خطير من هذه الناحية. نحن ما زلنا على استعداد لعقد قمة، لكننا لم نتابع الأمور اللوجستية، لم نحدد الزمان والمكان ولم نحضر البيان الختامي. ففي ظل القصف الذي يطال أهلنا في الجنوب، بات الهمّ الأساسي كيفية ايوائهم وبحثنا مع وزير التربية عما سيكون عليه وضع المدارس. حتى ان الشقق السكنية الشاغرة امتلأت منذ الآن في الجبل فكيف في حال حدوث اي حرب على لبنان لا سمح الله؟

وتؤكد المصادر ان النية موجودة لعقد قمة لكنها مفرملة بسبب الأوضاع في الجنوب، وقد زرنا مفتي الجمهورية الشيخ عبداللطيف دريان منذ ثلاثة أسابيع، قبل بدء “طوفان الاقصى” والمناوشات جنوباً، ووضعناه في صورة الاجتماع الذي عقدناه مع البطريرك الراعي حين زار الجبل، وكان بدوره مرحبا ومسروراً بانعقاد القمة، وأعطى تفويضاً شاملاً لشيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ سامي أبي المنى لتنسيق كافة الأمور واختيار المكان والزمان.

وتشير المصادر الى ان الأحداث الأخيرة لم تلغ القمة لكنها وسعت النظر. فبعد ان كان التركيز محددا على القمة بدأ الاهتمام بأمور أخرى متعلقة بأحداث الجنوب. وفي حال انعقادها، ستبحث في انتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة فاعلة وإعادة تفعيل المؤسسات الدستورية ومعالجة الوضع الاقتصادي لصدّ أي خطر أمني يتعرض له الوطن والمواطن.

وتضيف: في حال استتب الوضع، فإن موضوع القمة سيوضع مجدداً على النار، لتحقيق هدفها الأول وكان حينها إنقاذ الوضع في لبنان او اطلاق صرخة روحية موحدة تحفز المسؤولين السياسيين على تحمل مسؤولياتهم. فقد مضى نحو عام ولبنان من دون رئيس، والمؤسسات الدستورية معطلة، والشغور سيطال قيادة الجيش ولم يتم تعيين رئيس للأركان… ملفات عدة تستوجب وضع اليد على الطاولة.