IMLebanon

بلينكن الى المنطقة مجددا: التسوية على نار حامية

كتبت لورا يمين في “المركزية”:

أعرب وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن امس عن شكره لجهود قطر في إطلاق سراح المحتجزين لدى حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في اتصال مع رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني. وقالت وزارة الخارجية الأميركية إن بلينكن بحث مع وزير الخارجية القطري زيادة المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، وجدد التأكيد على قوة علاقة واشنطن والدوحة وأهميتها للأمن والاستقرار الإقليميين.

في الموازاة، أفادت الخارجية الأميركية بأن بلينكن سيزور إسرائيل والضفة والإمارات خلال هذا الأسبوع للضغط من أجل تقديم مزيد من المساعدات الإنسانية إلى غزة، والمساعدة في تأمين إطلاق سراح جميع المحتجزين لدى حركة حماس. وأوضح بيان للخارجية أن بلينكن سيناقش خلال الزيارة “حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها بما يتوافق مع القانون الدولي الإنساني، وحماية حياة المدنيين أثناء العمليات الإسرائيلية في غزة وتسريع المساعدات الإنسانية إلى القطاع”. وأضافت الخارجية أن بلينكن سيبحث أيضا الحاجة إلى إقامة دولة فلسطينية مستقلة، وسيناقش ما تريد واشنطن رؤيته في غزة إذا “تمكنت إسرائيل من القضاء على حركة حماس”، بحسب البيان.

في الموازاة، انطلقت امس مشاورات مكثّفة رفيعة في الدوحة التي وصل إليها مدير “وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية”، ويليام بيرنز، للترويج لـ”صفقة أسرى واسعة النطاق”. ويشارك في الاجتماعات الجارية في قطر، رئيس “الموساد” الإسرائيلي، ورئيس المخابرات المصرية، ورئيس الوزراء القطري.

بحسب ما تقول مصادر دبلوماسية لـ”المركزية”، فإن زيارة بلينكن هذه، تعد الرابعة له للمنطقة منذ 7 تشرين الأول الماضي، بعد أن زار إسرائيل لإظهار الدعم غير المشروط في بداية حربها على قطاع غزة المحاصر، ثم للضغط على القادة الإسرائيليين لاتخاذ خطوات ملموسة للحد من الأضرار التي يتعرض لها المدنيون في القطاع.

اما الآن، فإن بلينكن يزور المنطقة على وقع الهدنة المؤقتة التي انطلقت الجمعة الماضي، وهي ثمرة جهود قطرية شاركت فيها الولايات المتحدة بقوة وساهمت في انجاحها عبر التواصل مع الجانب الاسرائيلي. الولايات المتحدة باتت اذا في مكان آخر وفق المصادر: مرحلة الحرب انتهت في حساباتها، والضوء الاخضر المعطى لتل ابيب للقتال، تحوّل الى اصفر مائل الى احمر، حيث ان الوقت بات الآن للهدنة وتثبيتها وتدعيمها وصولا الى وقف اطلاق النار الشامل فتسوية الحل.

هذا ما تعمل عليه اليوم الدوحة وواشنطن بدليل الاجتماع الاستخباري في الدوحة. فحتى لو توقفت الهدنة وعاد القتال الى الميدان، فانه سيكون مؤقتا وسيتعين على السلطات الاسرائيلية الاستعجال والاستعداد للتخلي عن كل الاهداف غيرالواقعية التي وضعتها، كالتخلص من حماس والقضاء عليها واحتلال غزة… لان الاولوية الآن للهدنة والتسوية القائمة على حل الدولتين.