IMLebanon

إعطاء الحزب الرئاسة: صفقة غير مناسبة له قبل التهدئة في غزة!

كتبت لارا يزبك في “المركزية”:

في وقت وُضع الملف الرئاسي على النار في “مطبخ” الخماسي الدولي، الذي يزور سفراؤه رئيس مجلس النواب نبيه بري غدا مبدئيا، تخشى القوى السيادية، ان تؤثر الاوضاع الآخذة بالتدهور جنوبا، على مسار الامور على خط الاستحقاق، وعلى اسم وطبيعة ومشروع الرئيس العتيد. بمعنى اوضح، هي تخشى ان يستعجل الخماسي التهدئة جنوبا، فيعطيَ حزبَ الله ما يريده رئاسيا في المقابل.

في السياق، قال رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل الاحد ان “حزب الله يعطل الاستحقاق الرئاسي، لأنه لم يستطع فرض مرشحه. وسيستمر في تعطيل هذا الاستحقاق طالما هناك اعتراض من المجلس النيابي على مرشحه، كما فعل مع ميشال عون. وبقي الاستحقاق معطلاً، حتى أخضع اللبنانيين لإرادته، على أمل هذه الأمر ألا يخضع أحد لهذه الإرادة”. وقال رئيس “الكتائب” في حديث صحافي “رأينا الثمن الذي دفعه لبنان من هذا الخضوع، آملا ألا يتكرر هذا الأمر”. وأضاف، المعارضة متماسكة في هذا الموضوع، ولا نية للتراجع، ولا يخضع أحد لمنطق الفرض الذي يمارسه “حزب الله”. ورداً عن سؤال، قال “نرفض انتخاب سليمان فرنجية، لأنه لا يمثل خطنا السياسي، وهو حليف”حزب الله”. واشار إلى “أننا سبق وحذرنا من حصول صفقة على حساب لبنان. إذ أنه في ظل الحوار بين حزب الله وإسرائيل، وفي ظل هذه المفاوضات، فإن الخشية كبيرة أن يحصل اتفاق على حساب السيادة اللبنانية، ويأخذ حزب الله لبنان، كجائزة ترضية في انسحابه من الجنوب، وتأمين أمن إسرائيل. وهذا ما نخشاه، وهذا ما نحذر منه العالم أجمع، لأنه في حال حصول ذلك، فإننا نضحي بهذا البلد الذي طالما كان منارة العالم العربي. وكان دائماً المثال الذي يحتذى به”.

بحسب ما تقول مصادر دبلوماسية لـ”المركزية”، فإن التطورات الميدانية، بالطبع، تضغط على الجهود الدولية الرئاسية. واذا كان الخماسي، حتى اللحظة، يعمل للفصل بين ملفي الرئاسة من جهة والجنوب وغزة من جهة ثانية، الا ان اشتداد قرع طبول الحرب الإسرائيلية على لبنان، سيُقابل بضغط دولي لاحباط هذا السيناريو. وعندها، الاصرارُ الخارجي على انتخاب رئيس توافقي، والموجود اليوم لدى العواصم الخمسة، قد يتلاشى، خاصة في حال كان خيار “انتخاب الرئيس المحسوب على الحزب”، قادرا على نزع فتيل الحرب وتليين موقف الحزب من المواجهات.. هذا الخيار وارد ولكنه ضعيف. لماذا؟

لان الحزب يقول ان عملياته مستمرة وستستمر طالما الحرب على غزة قائمة. فاذا حصلت الانتخابات ووصل مرشحه الى بعبدا، خلال اسبوعين او ثلاثة مثلا، وكانت الحرب على القطاع لم تنته بعد، كيف سيبرر وقفَ المناوشات و”الإشغال” مساندةً للقطاع؟

من هنا، تستبعد المصادر إنجاز الرئاسة، قبل تبلور المشهد الاقليمي كلّه، خاصة وأن ابرام “صفقة” رئاسية – امنية لا تُناسب الحزبَ وصورتَه وسرديّتَه، قبل ان تسكت المدافع في غزة…