IMLebanon

الحوار الأخير: إشادة بسليمان ورفض تصريحات صفوي .. والجميّل يتحرّك «لإنقاذ الجمهورية»

القيادات المارونية تعارض زيارة الراعي للقدس

الحوار الأخير: إشادة بسليمان ورفض تصريحات صفوي .. والجميّل يتحرّك «لإنقاذ الجمهورية»

غلبت «النوستالجيا» على مداخلات الجلسة رقم 18 من جلسات الحوار  في عهد الرئيس ميشال سليمان الذي سيغادر قصر بعبدا عند الساعة صفر من يوم الاحد 25 أيار الحالي، وهو الذي سيصادف عيد المقاومة والتحرير، والتي كانت قد بدأت اولاها في 16/9/2008، بعد اشهر قليلة على انتخابه كرئيس توافقي.

واذا كان الاقطاب الذين شاركوا في الجلسة الاخيرة – وهو وصف غير محبب لدى الرئيس سليمان – تناوبوا علىالتقييم الايجابي لعهد الرئيس وانجازات طاولة الحوار التي تمت في عهده، الا ان البارز فيها مقاربتها على نحو ما للزيارة التي يزمع البطريرك الماروني الكاردينال بشارة الراعي القيام بها الى الاراضي المقدسة الكائنة تحت الاحتلال الاسرائيلي، في اطار الوفد المرافق للبابا فرنسيس الاول، حيث سادت اجواء اعقبت مداخلة النائب وليد جنبلاط، تتوجس من مفاعيل الزيارة في حال حصولها، الامر الذي حدا بأحد الحاضرين الى التدخل، والتأكيد على ان القيادات المارونية تنتظر عودة البطريرك الراعي غداً الى بكركي لاقناعه بصرف النظر عن مرافقة البابا، «لئلا ترتد الزيارة سلباً على الوضع الامني والديني للاقليات في الشرق الاوسط المضطرب».

وبالانتظار، كان من اللافت على الجبهة النقابية تريث الرئيس نبيه بري في تحديد جلسة تشريعية لاقرار سلسلة الرتب والرواتب بعدما تسلم تقرير اللجنة الفرعية، حيث احال نسخة منه الى هيئة التنسيق النقابية واخرى لوزارة المال لاخذ الملاحظات واجراء ما يلزم لئلا يذهب المجلس الى «دعسة ناقصة» فيقر السلسلة وتندلع الاضرابات وتتعطل الامتحانات اذا لم يرق الامر للمعلمين وموظفي الادارة العامة.

وبين انتظار القيادات المارونية عودة الراعي، وتريث بري ازاء اقرار السلسلة، بقي الحراك الرئاسي في واجهة الاهتمام، في محاولة جادة للحؤول دون الوصول الى الفراغ، او في اسوأ الاحتمالات عدم ربط التوافق على رئيس الجمهورية على طراز مواصفات الرئيس سليمان، بالمتغيرات الجارية في المنطقة، وعودة التجاذب الى الساحة بعد تصريحات الجنرال الايراني يحيى صفوي بأن حدود بلاده تنتهي غرباً البحر المتوسط وجنوب لبنان، وهو الامر الذي حضر بقوة على طاولة الحوار من زاوية رفض كل ما يمس بالسيادة اللبنانية أو يعتبر طرفاً لبنانياً يدور في فلك المحاور الإقليمية المتصادمة في المنطقة، في إشارة إلى صلات حزب الله بإيران.

وفي جديد هذا الحراك ما كشف عنه الرئيس أمين الجميل من انه سيبدأ تحركاً في اتجاه الكتل والقوى السياسية تحت شعار إنقاذ الجمهورية، وان عدم اجراء الانتخابات الرئاسية جريمة، مؤكداً أن المكتب السياسي لحزب الكتائب سيتخذ القرار في شأن إمكانية ترشيحه في الوقت المناسب، في إشارة توحي بالتريث بانتظار الاتصالات، في حين رأى وزير الاتصالات بطرس حرب بعد زيارته رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع في معراب ان عدم وجود رئيس للجمهورية في لبنان هو مس بما يسمى التوازن السياسي والطائفي في البلد، مشيراً إلى انه لن نقبل بأن تنام الحكومة على حالة الفراغ لممارسة صلاحيات رئيس الجمهورية، لافتاً الى ان مصير جلسة الأربعاء هو التأجيل على غرار ما حصل في الجلسة السابقة.

وفي التحركات أيضاً زيارة الوزير وائل أبو فاعور للسفير السعودي علي عواض عسيري، موفداً من قبل النائب جنبلاط، في وقت زار فيه السفير عسيري رئيس الجمهورية، في بداية جولة على القيادات السياسية، بعد عودته إلى بيروت.

هيئة الحوار

 على أن اللافت بالنسبة لانعقاد هيئة الحوار الوطني في بعبدا، أمس، لم يكن غياب ممثلي «حزب الله» وحلفائه، و«القوات اللبنانية» إلى جانب النائب العماد ميشال عون، وهو غياب كان متوقعاً، بل غياب البيان التقييمي والذي كان متوقعاً أن يصدر بشكل تفصيلي عن الرئيس سليمان، باعتباره البيان الختامي لمجمل جلسات الحوار التي انعقدت خلال فترة ولايته، بل جاء بشكل مختصر جداً، معدداً ما تحقق ما بين أيلول 2008 واذار 2014 بمجموعة نقاط، ابرزها: إرساء نهج الحوار وإصدار «اعلان بعبدا» ومباشرة البحث بتصور لاستراتيجية وطنية للدفاع عن لبنان.

وكان واضحاً كذلك، أن الرئيس سليمان تعمّد الرد على التصريح الإيراني بهذا الوضوح والحسم، عندما أشار، وفق البيان الصادر عن هيئة الحوار، إلى أن هذه التصريحات تتنافى مع منطق السيادة اللبنانية وحسن العلاقات بين الدول، معرباً عن عزمه على استيضاح الأمر مع السلطات الإيرانية.

وغلبت على المداخلات التي أدلى بها الأقطاب الحاضرون الطابع الوجداني بالنسبة للإشادة بمواقف وحكمة وإنجازات الرئيس سليمان، بحسب ما جاء في تصريح حرص النائب جنبلاط على الإدلاء به من بعبدا بعد الجلسة، في حين أكد الرئيس فؤاد السنيورة أن الشعب اللبناني سيذكر للرئيس سليمان دوره الوفاقي الإيجابي، فكان رأس الدولة المؤتمن على الدستور بشكل حقيقي، وقد حفر موقعه ودوره في هذا السجل الوطني، وهذا لا يمكن لأحد أن يتجاوزه أبداً.

أما المقررات، التي خلت من الإشارة الى تحديد موعد جديد للحوار، باعتبار أن هذا الأمر من صلاحيات الرئيس المقبل، فكان هناك توفق بين المجتمعين على وجوب احترام الاستحقاقات الدستورية الرئاسية والنيابية وتجنّب الفراغ في موقع الرئاسة الأولى من طريق توفير النصاب القانوني للجلسة، وتأكيد أهمية استمرار عمل هيئة الحوار، والسعي الى توفير ظروف تنفيذ مقرراتها، ومواصلة البحث للتوافق على استراتيجية وطنية دفاعاً عن لبنان، استناداً الى تصوّر الرئيس سليمان، ومتابعة العمل لضمان تطبيق خلاصات المجموعة الدولية لدعم لبنان، وأهمية تطبيق اتفاق الطائف والحرص على المناصفة والعيش المشترك.

زيارة الراعي

 الى ذلك، علمت «اللواء» أن جنبلاط تطرق في مداخلته أثناء الحوار الى زيارة البطريرك الراعي الى القدس، مبدياً توجساً من نتائجها، طالباً من القيادات المسيحية التحرك للحؤول دون إتمامها، لكنه طلب أن يبقى هذا الجزء من مداخلته غير معلن وبعيداً عن الإعلام.

وبحسب المعلومات، فإن القيادات المارونية بمعظمها تعارض هذه الزيارة، لكن هذه المعارضة السياسية تتراوح بين رفض مطلق ومعلن، يعبّر عنه العماد عون والنائب سليمان فرنجية، ورفض ما زال يغلب عليه طابع المعالجة المباشرة والشخصية، يعبّر عنها الرئيس الجميّل والدكتور جعجع، وتنتظر هذه القيادات عودة الراعي غداً من فرنسا للتحرك باتجاه بكركي والبحث معه في إمكانية إلغاء الزيارة تفادياً لردود فعل وتداعيات الوضع المسيحي في المشرق، في هذه الفترة بالذات.

وفي الوقت نفسه أبدت بعض هذه القيادات انزعاجاً من الحملة السياسية والإعلامية التي تقوم بها جهات حزبية ضد البطريرك، طالبة أن تترك معالجة هذا الموضوع الحساس للقيادات المسيحية.